رفع مساء أمس الجمعة بفضاء باب الماكينة بفاس الستار على فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بالعمل الإبداعي "مجنون ليلى" أو الحب الصوفي،وهي موشحة غنائية يشارك فيها أربعون فنانا من كل أصقاع العالم. وموشحة "مجنون ليلى"،التي عرضت في حفل افتتاح هذه التظاهرة الموسيقية،المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس (3 إلى 12 يونيو الجاري)،والذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى،احتفاء بذكرى أسطورة الحب الكونية والذي جمع قيس بليلى،وهي موشحة غنائية تتألف من استهلال وسبع أغان وخاتمة،وتجمع بين ثمانية وثلاثين فنانا على الخشبة،يضاف إليهم المخرج أرمان عمار ومعدة السينوغرافيا ريمي نيكولا. وتحكي هذه الحبكة السردية القصة منذ اللحظة التي وقع فيها المجنون وليلى في حب بعضهما حتى وفاة ليلى ثم موت المجنون،الذي كان" ينعم بكل شيء،الوسامة والذكاء والحظوة والثراء والملكة الشعرية،لكن إبعاده وحرمانه من رؤية ليلى والتحدث إليها كان سبب جنونه،وانقطاعه عن كل ما له صلة بالحياة الاجتماعية،وهام على وجهه في الصحراء". وتروى حكاية "مجنون ليلى"،التي كتبت نصها الملحن ليلي أنوار،وأعد سينوغرافيها وإضاءتها ريمي نيكولا،وأخرجها وأعد حكيها ناصر الخمير،فيما لوحات هذه الموشحة الغنائية لماحي بينبين،بكل لغات العالم،وتحتفي بالحب المطلق،باعتباره صورة للسعي الصوفي الحقيقي،في سبع لحظات شعرية،بالعربية والفارسية والتركية وديكور يحيل على الصحراء بكل عذريتها. يشارك في هذا الإبداع الفني الراقي المغنون غومبودورج بيامباجارغال وانكهاجارغال داندارفاشيغ الملقب ب"إيبي" من منغوليا وسلار أغيلي وأريانا فاداري من إيران وأسيف علي خان وماسوميح من باكستان إلى جانب نزيهة مفتاح من المغرب،رفقة موسيقيين من الولاياتالمتحدة وفرنسا ولبنان وإيرانوباكستان ومنغوليا وأذربيجان ووشنغهاي وراجستان والهند بوليفيا والمغرب. ويقدم أرمان عمار،الذي تشكل ألحانه من الفيلم الرائع "آمين" للمخرج غوستا غافراس إلى "البيت" لأرثوس برتران رحلة موسيقية وشعرية عبر أهم التقاليد الشرقية،لأول مرة تلحين عمل شخصي في شكل موشحة غنائية تحكي عن "مجنون ليلى" إحدى معالم الموروث الثقافي العربي تناقله الرواة والحفاظ. وسيكون جمهور المهرجان بفضاء باب الماكينة يوم غد السبت على موعد مع البرازيلية سيدة الطرب الشعبي ماريا بيثانيا التي ستقدم " تراتيل وأدعية وابتهالات" تراثية تنضح بالحكمة و بالرومانسية والورع الحسي. وقبل ذلك سيكون الجمهور على موعد بمتحف البطحاء على موعد مع إلينا ليدا ومجموعتها الرباعية بمصاحبة الجوقة البوليفونية سو كونكوردو إي سو ،وزاريو دي سانطو لوسورجيو الإيطالية،حيث ستعيد صياغة الأغاني الروحية العريقة المنتشرة في جزيرة تحافظ على تراثها الشفوي. يشار إلى فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس،التي تتواصل إلى غاية 12 من الشهر الجاري بمشاركة فنانين كبار معاصرين من مختلف أسقاع العالم،يجيدون صياغة تصورهم الخاص للمقدس،وذلك بعدد من فضاءات المدينة ضمنها باب المكينة وتحف البطحاء وباب بوجلود وفي مجموعة من رياضات فاس،إلى جانب منتدى فاس الذي سيقام ما بين الرابع والثامن من يونيو الجاري حول موضوع "إضفاء الروح على العولمة".