قال أرمان عمار مخرج الموشحة الغنائية "مجنون ليلى"، إنها إطلالة فنية على موروث ثقافي عريق بلغات عالمية توظف آلات موسيقية تراثية في إبداعية تضفي نوعا من الغرائبية على هذه الحكاية التراثية العربية. (وأوضح عمار، خلال ندوة صحفية اليوم الجمعة بفاس خصصت لتقديم هذه الموشحة التي تعرض لأول مرة في إطار فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العريقة (3 إلى 12يونيو الجاري)، أن هذا العمل يتكون من سبع مراحل هي في الواقع محطات في حياة مجنون ليلى (قيس). واعتبر أن الاشتغال مع فنانين من جنسيات مختلفة هو محاولة لإدماج ثقافات عالمية متعددة ومتنوعة لإظهار نوع من الأصالة والتجديد على حكاية قديمة تتحدث عن الحب السامي (حب قيس لليلى) ويتناقلها الرواة شفويا في عدد من بقاع العالم. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن هذا العمل بمثابة موشحات (خلافا للأوربرا) حيث تعرض مسرحيا من خلال الأداء الغنائي للأشعار المعبرة عن الحب السامي الذي يكنه قيس لليلى. وفي هذا الصدد، أكد أن العديد من القصائد التاريخية المؤداة، والتي ترجع إلى الحضارة العربية والثقافة الآسيوية، ترجمت لعدد من اللغات ضمنها الهندية والأردية والتركية. من جهته، أبرز السيد فوزي الصقلي المدير العام للمهرجان أن موشحة "مجنون ليلى" تبرز قيم التنوع الثقافي الذي تسعى هذه التظاهرة إلى ترسيخها لاسيما أن برنامجها يضم أنشطة متنوعة على المستوى الحضاري والموسيقي. وبعدما أكد أن الثقافة الصوفية تمنح مكانة هامة للمرأة "وهو ما يتجسد بجلاء في هذا العمل الفني"، قال الصقلي إن لكل موسيقى مرجعيتها الثقافية وتقاليدها الخاصة. واعتبر المدير العام للمهرجان أن الموسيقى قوة مؤثرة في الحوار بين الحضارات، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تعمل على إبراز هذا المنحى من خلال تقديم تلاوين موسيقية ذات مرجعيات صوفية وروحانية. من جانبه، أبرز السيد ألان ويبر المدير الفني للمهرجان أن هذا العمل الإبداعي المتميز يعد نوعا من التواصل الخلاق بين الشعوب والثقافات، مضيفا أن ذلك يرسخ الدور التي تلعبه العاصمة الروحية للمملكة على الدوام كفضاء للقاء بين ثقافات العالم. وأكد أن المهرجان، الذي يفتح الباب للموسيقى الروحية العالمية النابعة من ديانات مختلفة، يعرض هذا العمل في خطوة تروم إبراز القيم الفنية للمشاركين فيه. واعتبر أن الموسيقى المختلفة، العربية والهندية، قد تم توظيفها في موشحة "مجنون ليليى" التي تعبر عن موسيقى الألم، مشيرا إلى أنه تم إعداده من خلال مزج بين عادات وتقاليد عربية وآسيوية. وكانت هذه الندوة قد استهلت بتقديم مقطوعة غنائية من قبل أربع مغنيين مشاركين في هذه الموشحة والمنتمين لمنغوليا وإيران وباكستان والمغرب. يذكر أن الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنعقد تحت شعار "حِكم الكون".