من أجل إضفاء روح على العولمة أعلنت مؤسسة «روح فاس» عن البرنامج العام لمهرجان الموسيقى العالمية العريقة في دورته السابعة عشرة التي ستقام بمدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 03 إلى 12 يونيو القادم. وسيشارك في هذه الدورة التي اتخذ لها شعار «حِكم الكون»، فنانون وفرق فنية من إيطاليا والبرازيل وفرنسا ولبنان وفلسطين وإسبانيا وإيران وإثيوبيا والهند وراجستان ومصر وباراغواي وسوريا وأفغانستان والسنغال وباكستان وإندونيسيا والعراق والولايات المتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى المغرب. كما سيقام منتدى فاس تحت شعار «من أجل إضفاء روح على العولمة». وفي هذا الإطار، عقد المدير العام للمهرجان الدكتور فوزي الصقلي مؤخرا، ندوة صحافية في مدينة الدارالبيضاء، سلط فيها الضوء على جديد مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة. وأوضح الصقلي أن هذه التظاهرة ليست مجرد حدث فني عابر، وإنما هي مشروع ثقافي ذو أهداف ومرام ثقافية وفكرية متعددة. وأشار إلى أن الرهان الأساسي للمهرجان يتمثل في الجمع بين الوحدة والتنوع، أو بين المتفرد في التجارب الروحية للشعوب والمشترك بينها. واستطرد قائلا: «إن تصوّر المهرجان ينصب - من جهة - على توحيد مفهوم الموسيقى العريقة، بما يتضمنه من قيم ومعتقدات وتوجهات روحية وأخلاقية. كما أنه - من جهة ثانية - يسعى إلى إبراز التنوعات الثقافية والحضارية المختلفة.» واعتبر أن حرص المهرجان على الجمع بين الجوانب الوجدانية والفنية والفكرية هو ما مكنه من تحقيق تراكم وإضافة نوعية في المشهد الثقافي المغربي عموما وداخل مدينة فاس خصوصا. وأعرب فوزي الصقلي عن اعتقاده بأن الفن ليس مجرد تسلية ولا غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لترجمة أحاسيس معينة، مما يكسب الثقافة بمفهومها الشامل مرامي إنسانية عميقة، ومن ضمنها تربية الحس وتجسيد الجمال بمفهومه المطلق المتصل بما هو صوفي وبتجلياته في الطبيعة والمعمار وسلوك الناس. أما بخصوص المحاور الفكرية للمهرجان فاعتبر الصقلي أنها تكمل الجانب الفني والجمالي، وتساهم أيضا في تمرير رسالة حضارية قوية، مؤداها أن الحضارة ليست مقتصرة على الماضي فحسب، بل إنها بناء ديناميكي متواصل في الزمان والمكان ومتجه نحو المستقبل. وأضاف أن هذه الجهود تروم المساهمة في التنشئة الاجتماعية، وإعطاء معنى ما للفن والثقافة في مجتمعنا المعاصر، علاوة على إضفاء سمة الحيوية والتجدد على الحياة عموما وعلى العمل الثقافي خصوصا. وأفاد الصقلي أن المهرجان سيفتتح بإبداع خاص بالتظاهرة، يتمثل في أوبرا «مجنون ليلى أو الحب الصوفي» بمشاركة أربعين فنانا قادمين من آسيا ومن الشرق والغرب لإحياء هذه الحكاية ذات الصيت العالمي. وأضاف أن من بين إبداعات المهرجان كذلك اللقاء الفني الذي سيجمع فريد أياز (من باكستان) مع كبار منشدي السماع المغربي بمصاحبة الجوق العربي الأندلسي لمدينة فاس برئاسة محمد بريول. وتحت عنوان «نواح» تغني فرانسواز أطلان أغان تقليدية فلسطينية وسيفرداية تجمع فنانين وعازفين من المغرب وفلسطين. كما أشار الصقلي إلى أن برنامج الدورة سيتميز أيضا بحضور الفنانة اللبنانية جوليا بطرس التي لم تزر المغرب منذ عدة سنوات، وستغني عن «صوت الضمير». كما سيؤدي كل من الفنان العراقي كاظم الساهر والمطربة المغربية أسماء المنور معاً «حكايات الروح»، وتهدي النجمة البرازيلية ماريا بثانيا جزءا من ريبرتوارها إلى مريم البتول، ويقدم النجم السنغالي يوسو ندور حفلا تكريما للشيخ سيدي أحمد التيجاني، فيما يعود بنا الفنان الأمريكي بن هاربر إلى جذور الموسيقى الشعبية الأمريكية. ومن فرنسا، يأتي الفنان عبد المالك لينشد إلهاما شعريا متجددا... وغيرها من اللحظات الفنية المتميزة.