يشارك أزيد من أربعين فنانا من مختلف أنحاء العالم في تقديم أوبرا "مجنون ليلى" خلال حفل افتتاح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في نسخته 17، التي ستحتضنها العاصمة الروحية للمملكة، خلال الفترة الممتدة بين 3 و12 من شهر يونيو المقبل. وتتميز أوبرا "مجنون ليلى"، الحكاية ذات الصيت العالمي، بمشاركة فنانين من ثقافات متعددة لتجسيد أبعاد هذه القصة الأدبية العميقة، وخصوصا على مستوى تلاقح الثقافات، وهو ما "ينسجم مع روح مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة"، على حد تعبير فوزي الصقلي، المدير العام لمؤسسة روح فاس ومدير النسخة 17 للمهرجان. واستعرض مدير المهرجان، برنامج مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، خلال ندوة صحفية نظمت، يوم الثلاثاء الماضي، بفاس، من قبل مؤسسة روح فاس، واصفا الدورة بأنها متجددة على اعتبار أن البرمجة في مجملها ارتقت من موقع الاستهلاك إلى موقع الابتكار والإبداع والإنتاج الثقافي والفكري. وتتميز الدورة 17 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تنظم تحت شعار "حكَم العالم"، بمشاركة أسماء مرموقة، في الساحة الفنية العالمية، حيث ستصدح باب الماكينة بأغاني الفنانة اللبنانية جوليا بطرس، التي تشارك في فعاليات المهرجان لأول مرة، وكذا بأغاني الفنان العراقي كاظم الساهر، والفنانة المغربية أسماء لمنور، إلى جانب موسيقى الفنان الأمريكي الشهير "بن هاربر"، الذي سيحيي السهرة الختامية بشبابيك مغلقة، حيث يتوقع المنظمون أن يستقطب حفله الآلاف من محبيه وجمهوره من مختلف بقاع العالم. إلى ذلك، ينظم بالموازاة مع فقرات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، منتدى فاس الدولي، "من أجل إضفاء روح على العولمة"، الذي يتميز بمشاركة مفكرين وسياسيين ومثقفين مرموقين من مختلف أنحاء العالم. وسيناقش المنتدى محاور متنوعة، من بينها "الإسلام والغرب: من أجل سياسة للتمدن" و"آفاق المغرب العربي الجديدة" و"أي مستقبل للشرق الأوسط؟"، و"جذور الأزمة المالية"، إلى غير ذلك من المواضيع ذات الصبغة الراهنية على المستوى الإقليمي والدولي. ويشكل منتدى فاس عبارة عن "دافوس روحي وفكري ينسجم مع روحانية مدينة فاس وخصوصياتها الثقافية"، على حد وصف فوزي الصقلي، المدير العام لمؤسسة روح فاس. وتحتضن مختلف الساحات العمومية بفاس، خلال مدة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، مجموعة من السهرات والعروض الموسيقية الشعبية والعصرية والصوفية مجانية موجهة لعموم الجمهور، وهو ما يعرف بفقرات المهرجان داخل المدينة. وتُنظم الحفلات الرسمية في المواقع التاريخية بكل من باب الماكينة ومتحف البطحاء ودار المقري ودار عديل، أما السهرات المفتوحة والمجانية فتحتضنها ساحة باب بوجلود، وساحة آيت سقاطو، فيما يحتضن المركب الثقافي القدس ومركب الحرية أنشطة تربوية، وورشات فنية، موجهة خصوصا لفائدة الأطفال والشباب.