أكد فوزي الصقلي مؤسس مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أن “روح فاس” باتت علامة مميزة تمتد آثارها وإشعاعها إلى مختلف مناطق العالم ، وأضاف في ندوة صحفية بمقر الجمعية بسيدي الخياط مساء الجمعة 20 ماي أن التظاهرة لم تعد مجرد مناسبة للإستهلاك الثقافي ، بل أضحت قوة تنجز المفاجأة في التنسيق بين الاشياء و مقاما للإبداع والتمرس بمعية فنانين معروفين يستحقون الاكتشاف قادمين من الشرق والغرب” فضلا عن اندماج الشباب في وعيه السياسي الذي ظل مغيبا لفترات طويلة . وأضاف الصقلي أن خيط الابداع والتجديد هو خيط أريان الذي يمر عبر تمفصلات الدورة 17 في تطور متواصل معتبرا التظاهرة مقاولة ثقافية ونمط تفاعلي جدير بالحياة . من ناحية ثانية اعتبر الصقلي المنتدى “منتجعا روحانيا وأفضل مقام لتأمل العالم في حركيته المتسارعة بهدف إمداده بإضاءات جديدة منبثقة من صلب الثقافة والحكمة وضخه بالمزيد من الرصانة والتفهم” . وعلى صعيد آلية التحضير قال الصقلي هناك نوع من الاحترافية في العمل الآن بعد تخطي عائق البدايات ، اليوم نتوفر على كفاءات تنظيمية ولوجيستية وثقافية . وتابع موضحا أن المقاولة الثقافية ليست سحرا بل لها مفهوم تنظيمي ومادي وهو تحد كسبناه ، فإلى جانب الاشعاع الثقافي والروحي يمكننا تأكيد خلق مناصب شغل في إطار مقاولتنا الثقافية على غرار ما يقع في البلدان التي لها صناعة ثقافية حقيقية فسواء في السينما او المسرح او الانتاج الثقافي على جميع المستويات . هناك الالاف من مناصب الشغل المتعلقة بهذا الجانب سواء على مستوى الربط الكهربائي والتموين والتنظيم واللوجستيك . وألمح المدير العام للمؤسسة روح فاس أن للمقاولة الثقافية التي نشتغل ضمنها انعكاسا واضحا على الجانب الاقتصادي والسياحي وكذا تسويق مجموعة من القيم والافكار الخلاقة مما ينعكس ايجابيا على صورة بلادنا خارج الحدود .وأشار الصقلي الى أن القدرة على العمل المشترك والحيوية الثقافية التي تسكن الفضاء العمومي يساهم حتما على خلق مناخ للتآلف وتقاسم الافكار والفرح لدى المشاركين . مما يجعلهم يتقاسمون المشاريع والافكار الجديدة حيث القوة الخلاقة للثقافة تلعب دورا مهما في التنمية داخل المجتمع . وفي علاقة بإيقاع التحضير لمهرجان فاس للموسيقى الروحية في دورته 17 من3 إلى 11 يونيو 2011 أكد فوزي الصقلي إنجاز كافة التعاقدات وحضور كافة المتعاقدين .وأشار أن التخوفات لدى زوار المغرب ومحبي المهرجان خارج الحدود والناتجة عن الاضطرابات التي شهدها المغرب والعالم مؤخرا حادث أركانة الارهابي ومقتل زعيم القاعدة جد محدودة لم تأثر بشكل سلبي على التظاهرة . وعزا ذلك الى التواصل المستمر والايجابي للمؤسسة مع ضيوف المغرب وطمأنتهم باستقرار المناخ الاجتماعي والسياسي بالبلد . وضم برنامج الدورة 17 للموسيقى العالمية الروحية الذي يعتبر في تنوعه وغناه إبداعا ثقافيا كونيا مجموعة من الاسماء الكبيرة و باقة فنية منتقاة بشكل متناسق, فخلال حفل الافتتاح ومن آسيا والشرق والغرب سيحيى أكثر من 40 فنانا رائعة مجنون ليلى وهو عمل إبداعي عريق ينتمي إلى ذاكرة الأدب العربي وسيقدم في حلة إنتاجية جديدة تماما . هناك مجيء جوليا بطرس لأول مرة ، ومن البرازيل الينا ليندا ومجموعتها الرباعية، ومن المغرب جوقة كيندر دفيد، والموسيقى الأندلسية مع محمد أمين الأكرمي من تطوان وذ أبريول من فاس، ومن الولاياتالمتحدة بن هارير في العودة إلى جدور الموسيقى الشعبية الأمريكية، بالإضافة إلى التيجانيين من السينغال، كما أن المهرجان يستضيف الفنان العربي الكبير كاظم الساهر وأسماء المنور بتعاون مع الفنان المغربي عزيز لشهب بالإضافة إلى المجموعات الموسيقية الشعبية المغربية عيساوة , كناوة وغيرهم، هذا وستقدم فقرات البرنامج في باب المكينة، وقصر المقري ومتحف البطحاء ودار اعديل ودار التازي. متحف البطحاء القلب الصلب للمهرجان حيث سيتم اكتشاف الجواهر الغنائية الاصيلة سواء من الاندلس أو الهند سردينيا... ثمة أشياء عميقة ودقيقة في إطار اختلاف وتنوع ثقافي بلا ضفاف يخلق مناخا إنسانيا غاية في التوحد . أما الجديد ومن أجل إضفاء روح على العولمة ، هناك المنتدى الذي يتناول مواضيع وحوارات حول مفهوم الديموقراطية وحوارات حول الحكامة والارتشاء وكذا تداولات حول الربيع العربي وآفاق المغرب العربي مستقبل الشرق الاوسط . والخلاصة ، ان ما يطبع مؤسسة روح فاس هو محاولتها الجمع دائما ما بين القيم والتصورات والابعاد الثقافية والروحية والتاريخية مع مقاربات ما نعيشه الآن في واقعنا ومعيشنا المليء بالترحال والجرأة على مر الزمن .