أعلن منظمو مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، أن الدورة 17 من المهرجان، الذي تحتضنه العاصمة الروحية للمملكة، ستنظم من 3 إلى 12 يونيو المقبل، بمشاركة كوكبة من الفنانين العالميين، يمثلون 20 دولة. واعتبر المنظمون في ندوة صحفية احتضنتها مدينة الدارالبيضاء، أخيرا، لتقديم البرنامج الخاص بهذه التظاهرة الثقافية، أن هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، ستكون بمثابة رسالة سلام يبعث بها المهرجان إلى كل مناصري السلام للرد على كافة أشكال التطرف، كما ستكون امتدادا للدورات السابقة مع الحرص على التجديد والابتكار، وتجنب الوقوع في الرتابة. وفي هذا السياق قال المدير العام للمهرجان، فوزي الصقلي، إن الدورة الحالية، لن تحيد عن قاعدة المهرجان، لتعزز مكانة فاس كقبلة يقصدها هواة الموسيقى الروحية من كل الآفاق، غير مكترثين بالحدود الدينية والإديولوجية، مؤكدا أن هذه التظاهرة السنوية التي تلعب دورا رئيسيا في تنشيط الحقل الثقافي المحلي والعربي والدولي، لما تتميز به من برامج غنية ومتنوعة تنسجم مع روح المهرجان، ستجمع بين الوحدة والتنوع. وأفاد الصقلي أن افتتاح هذه الدورة سيتميز بعرض أوبرا "مجنون ليلى أو الحب الصوفي"، الذي سيقدمه بفضاء باب الماكينة التاريخي، 40 فنانا من الشرق والغرب، من ضمنهم المخرج التونسي ناصر خمير، الذي سيؤدي دور الراوي، والباحثة الإيرانية في الثقافة الشرقية القديمة ليلى أنور، التي كتبت نص القصة، والموسيقي ميلر أرمومر، الذي كتب النص الموسيقى للأوبر، مشيرا إلى أن الأوبرا، من إنتاج مؤسسة روح فاس، ودام الاشتغال عليها أزيد من سنة، وهي مقتبسة من قصة الحب العذري الطاهر، التي جمعت بين قيس بن الملوح وليلى العامرية، وأخذت مناحي صوفية في العديد من الثقافات، إذ استلهمها الكثيرون في كتاباتهم. وسيشارك في هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "حِكم الكون"، فنانون وفرق فنية من إيطاليا، والبرازيل، وفرنسا، ولبنان، وفلسطين، وإسبانيا، وإيران، وإثيوبيا، والهند، وراجستان، ومصر، وباراغواي، وسوريا، وأفغانستان، والسنغال، وباكستان، وإندونيسيا، والعراق، والولايات المتحدةالأمريكية، إضافة إلى المغرب. وستتوزع أنشطة المهرجان، على عدد من المواقع التاريخية بفاس، من بينها باب الماكينة، ومتحف البطحاء، ودار المقري، ودار التازي، ودار عديل، وباب بوجلود، ومن بين المشاركين في هذه الأنشطة، التي تجمع بين العزف الصوفي، والتراتيل والأدعية والابتهالات، الفنانة اللبنانية جوليا بطرس، التي لم تزر المغرب منذ عدة سنوات، وستغني عن "صوت الضمير"، والفنان العراقي كاظم الساهر، الذي سيقدم رفقة المطربة المغربية أسماء المنور "حكايات الروح"، كما ستهدي النجمة البرازيلية ماريا بثانيا جزءا من ريبرتوارها إلى مريم العذراء، ويقدم النجم السنغالي يوسو ندور حفلا تكريما للشيخ سيدي أحمد التيجاني، فيما يعود الفنان الأمريكي بن هاربر إلى جذور الموسيقى الشعبية الأمريكية. فضلا عن مشاركة الشيخ طه وفرقة إنشاد الصوفية من مصر، ومحمد أمين الأكرمي وجوق الأندلسي ومجموعة الوجد المغربية- السورية، وفريد أياز وكبار منشدي السماع المغربي بمصاحبة الجوق العربي الأندلسي لفاس بقيادة محمد بريول، وعزيز الأشهب من المغرب، والإسباني خيسوس كورباتشو، والإيراني صلار أغيلي، والإثيوبي أليمو أغا، والإخوة كونديشا من الهند، وهومايون الساخي من أفغانستان، وإلينا ليدا ومجموعتها الرباعية من سردينيا، أوربان فيليلياس وعبد المالك من فرنسا، والمجموعة الباروكية 2 كوتشر تو دي أريانا من إيطاليا، ودودو نداي روز ومجموعته من السنغال، ومجموعة سيوبانول أخيار جافا من أندونيسيا. وتتضمن فقرات المهرجان، أيضا، معارض فنية وفوتوغرافية تقوم بتنسيقها حكيمة اللبار، بتعاون مع الفنان المغربي أحمد الطيب لعلج، فضلا عن عرض أفلام وثائقية من بينها "بابا عزيز، الأمير، الذي يشاهد نفسه" لناصر خمير، و"ماي لاند" "أرضي" لنبيل عيوش، الذي يطرح مشكلة عرب 48 وحقهم في العودة إلى أراضيهم. كما سيحتضن متحف البطحاء من 4 إلى 8 يونيو المقبل، منتدى فاس، الذي ينظم على هامش الدورة 17 للمهرجان تحت عنوان "إضفاء الروح على العولمة"، ومن بين أهم الفقرات التي سيقدمها المنتدى "أي حكم لهذا العصر"، و"أي مستقبل للشرق الأوسط"، و"الربيع العربي..آفاق المغرب العربي الجديدة"، و"الرشوة ووجوه الحكامة"، و"الديمقراطية بين الإنجاز والتعثر".