دعا الأستاذ الجامعي عبد الله ساعف مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية إلى بلورة سيناريوهات عملية وملموسة قصد ضمان نجاح مسلسل الجهوية. واعتبر السيد ساعف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "التحضيرات لا يجب أن تقتصر فقط على الملفات التقنية، ولكن يتعين أن تنكب، بالخصوص، على العلائق المحتمل بروزها بين ما هو تنفيذي وتشريعي والوضع الحقيقي للجهاز التنفيذي".
وقال إنه "من الواجب التطرق للكيفية التي سيتم بها الأمر حقيقة على الميدان" وتحديد وضع هذا الجهاز التنفيذي بشكل ملموس وليس فقط على مستوى الصلاحيات أو النصوص القانونية".
وحسب الأستاذ ساعف، فإن من الضروري أن تحافظ الدولة على وظائف أساسية كما هو الحال بالنسبة للوحدة الوطنية، والحسم في الاختيارات الاستراتيجية، والعلاقات مع الدول الأخرى، مشددا على ضرورة "التمييز بين "الدولة الوطنية ووظائفها واختصاصاتها من جهة، وباقي المكونات من جهة أخرى".
وأوضح أن "الأمر لا يتعلق، ببساطة، بصياغة رؤية نظرية ومفاهيمية أو بتوزيع قانوني ومؤسساتي للاختصاصات، ولكن ببلورة سيناريوهات ملموسة محددة التفاصيل".
وأكد الأستاذ ساعف، في هذا الإطار، أن "التجربة السياسية هي التي يجب أن تسود أثناء بلورة هذه السيناريوهات أكثر من الهندسة المؤسساتية، والمعرفة الأنتربولوجية أو السياسية".
وفي ما يتعلق بالتجارب الأجنبية، اعتبر مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية أنه "يجب أن نستخلص منها ما نحن قادرون على تطبيقه وإنجاحه".
يذكر أن جلالة الملك محمد السادس أطلق مؤخرا ورش جهوية متقدمة بالمملكة، وهو الورش الذي يشكل منعطفا كبيرا في أنماط الحكامة الترابية وتمهيدا لدينامية جديدة من الإصلاح المؤسساتي العميق.