لا يزال جدار المواقف المتصلبة من جانب السلطة الحاكمة والمعارضة في اليمن قائما ، مما يجعل الازمة الداخلية في البلاد تراوح مكانها ،في انتظار ما ستسفر عنه المبادرة الخليجية للاجتماع بالرياض قصد حل هذه الازمة ، وهي المبادرة التي رحب بها الطرفان ولكن بقراءات مختلفة. وتباينت ردود أفعال حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض حول المبادرة الخليجية التي اعلن عنها مؤخرا في العاصمة السعودية، خلال اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، والتي بدأت بعض ملامحها تتضح، في انتظار توصل الاطراف المعنية إلى اتفاق بشان موعدها ومضامينها. وقد جدد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اليمنية ابو بكر القربي ترحيب الجمهورية اليمنية وتقديرها للجهود والمساعي التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي من أجل رأب الصدع بين الأطراف اليمنية والهادفة الى ايجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في البلاد. وابرز القربي امس في تصريح لوكالة الانباء اليمنية الرسمية ان المبادرة هي الآن موضع الدراسة والبحث من قبل القيادة السياسية في اليمن وان أي مبادرة تستهدف ايجاد الحلول للازمة تتفق مع دستور الجمهورية اليمنية هي موضع الترحيب وتمثل مدخلا حقيقيا للحل. ويأتي هذا التصريح في وقت استمر فيه الجدل بين الاطراف اليمنية المعنية لحضور اجتماع الرياض وقبول المبادرة الخليجية بتفاصيلها خصوصا بعد تصريحات رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم التي اشار فيها بالخصوص إلى ان دول الخليج التي تجري وساطة لحل الازمة في اليمن تأمل في التوصل الى اتفاق مع الرئيس اليمني كي يتنحى عن السلطة. وفيما رحبت المعارضة اليمنية بهذا التوجه واعتبرت ان الكرة الان في ملعب الرئيس علي عبد الله صالح ، جاء رد حزب المؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم" حذرا مع تقديم قراءة للحل تقوم على ضرورة احترام الشرعية الدستورية. وقد رحب تكتل اللقاء المشترك بالمبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس صالح، واكد الناطق باسم هذا التكتل محمد قحطان في تصريحات صحفية ، ان المشترك وشركاءه الذين سوف يشاركون في الحوار المقرر في الرياض ، يتعاملون بكل ايجابية مع المبادرة الخليجية لان مفتاح حل الازمة اليمنية على حد تعبيره هو رحيل الرئيس صالح من السلطة. ومن جهته وصف رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك ياسين سعيد نعمان المبادرة الخليجية بأنها ايجابية مؤكدا ضرورة مناقشتها مع بقية أطراف المعارضة اليمنية "شباب الثورة اليمنية ،والحراك الجنوبي، والحوثيين،ومعارضة الخارج". وقال "ان المبادرة لبت الى حد كبير طموح الشعب اليمني وعكست حرص الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي على تدارك الانهيار في اليمن". وبالمقابل رحب رئيس الدائرة الاعلامية في الحزب الحاكم طارق الشامي بالمبادرة الخليجية غير انه شدد على ان "لا يكون الحوار مشروطا وله اجندة مسبقة". وقال الشامي في تصريحات صحفية نشرت امس الخميس واليوم الجمعة ان حزب المؤتمر الشعبي العام على استعداد للحوار في شان كل الخيارات التي تؤدي إلى انهاء الازمة بما في ذلك الانتقال السلمي للسلطة في اطار الدستور وبما يكفل الحفاظ على امن واستقرار اليمن ويصون وحدته. وابرز الشامي انه من حيث المبدأ فان أي حديث عن انتقال سلمي للسلطة يجب أن يكون في إطار الدستور وانه "لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بان يكون هناك حالة من الفوضى و من اللاشرعية و من الذهاب نحو المجهول... وهو امر ستكون له نتائج سيئة ليس فقط على اليمن وإنما على دول المنطقة بدرجة رئيسية". واكد ان حزب المؤتمر الشعبي العام منفتح على أي مبادرة طالما طرحت للحوار " لكن أن تكون هناك أجندة معينة تطرح مسبقة وفق خلفيات مسبقة بعيدا عن إرادة الشعب فانه لا يمكن على الإطلاق القبول بها ولا يمكن الذهاب باليمن إلى الهاوية". ووسط هذه المواقف بشان المبادرة الخليجية وفي انتظار ان تتبلور تفاصيلها بشكل ادق يظل الوضع على الساحة اليمنية هشا ومتأزما اذ يواصل مئات الالاف من المحتجين اعتصامهم في صنعاء وجل محافظات اليمن التي تشهد مسيرات واعتصامات تندد بالاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون وتطالب برحيل الرئيس اليمني صالح. وتشهد العاصمة اليمنية اليوم الجمعة مشاركة مئات الالاف في تجمعين منفصلين الاول للمعارضة لاحياء صلاة " جمعة الثبات" والمطالبة باسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح ، والثاني للمؤيدين للرئيس اليمني المدافعين عن الشرعية الدستورية في "جمعة الوفاق".