رحبت اليمن، أمس الثلاثاء، بالدعوة الخليجية للأطراف السياسية اليمنية للحوار في الرياض. يمنيون مصابون في أحداث تعز يتلقون العلاج (أ ف ب) وأشاد مصدر يمني مسؤول باسم الحكومة اليمنية، بموقف مجلس الوزراء السعودي الداعم لقرار الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بدعوة الأطراف اليمنية إلى الحوار، وتقديمه أفكارا لحل الأزمة السياسية الراهنة في اليمن. ورحب المصدر في تصريح أوردته، أمس الثلاثاء، وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بما أعلنه الشيخ محمد السالم الصباح، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي حول قرار دول مجلس التعاون الخليجي بدعوة الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة لإجراء محادثات في الرياض لحل الأزمة. وأكد المصدر موقف الحكومة اليمنية "الحريص على الحوار وحل أي خلافات من خلال الجلوس على طاولة الحوار، بعيداً عن أي عنف أو فوضى أو تخريب". كما رحب المصدر ببيان الحكومة الفرنسية وتأكيدها على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار والتعامل الايجابي مع الأفكار، التي ستقدمها دول مجلس التعاون إلى الحكومة اليمنية والمعارضة لحل الأزمة السياسية. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ محمد سالم الصباح, قال إن دول مجلس التعاون الخليجي دعت ممثلين عن الحكومة اليمنية والمعارضة إلى محادثات في السعودية في محاولة لإنهاء الأزمة بعد أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وأشار الشيخ محمد السالم الصباح، في تصريح صحفي، على هامش مشاركته في الاجتماع الأول للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بأبوظبي, إلى أن "هذا العرض الخليجي طرح بعد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض". وأضاف الصباح, دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل, أن المجلس "قرر بعد محادثات الرياض, دعوة كل من الحكومة اليمنية وممثلين للمعارضة إلى العاصمة السعودية للخروج من المأزق الحالي", مضيفا أن "الدول الخليجية تجري اتصالات مع كلا الجانبين، في الوقت، الذي لم يتحدد فيه بعد أي موعد للمحادثات". وكان وزراء خارجية دول الخليج عبروا عن قلقهم من تدهور الوضع الأمني والانقسام في اليمن، ودعوا إلى الحوار بين طرفي الصراع. وتشهد اليمن في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات في صفوف المعارضة، التي تطالب الرئيس، علي عبد الله صالح، بالتنحي عن السلطة. من جهة أخرى، أكدت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية, استنادا إلى شهود عيان, مقتل عشرة متظاهرين، أول أمس الاثنين، في تعز وإصابة العشرات بجروح مختلفة "جراء اشتباكات وإطلاق نار". ونقلت الوكالة عن محافظ تعز، حمود الصوفي، قوله إن مجموعات من عناصر المعارضة "قامت اليوم الاثنين بالاعتداء على مقر المحافظة، مستخدمة الأسلحة النارية", وأن الاعتداء أسفر عن سقوط قتلى وإصابة آخرين بجروح مختلفة. وأضاف المسؤول اليمني أنه "تعذر معرفة عدد الضحايا في صفوف المعارضين بسبب نقلهم إلى داخل المخيمات ومنع سيارات الإسعاف من الدخول إلى ساحة الاعتصام وقيام الطاقم الطبي بواجباته الإنسانية". وكانت مصادر طبية أكدت أن 17 شخصا قتلوا وأصيب مئات آخرون بعد أن أطلق الجيش اليمني وقوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين، الذين خرجوا بعشرات الآلاف في مدينة تعز. كما أعلن مصدر أمني بمحافظة الحديدة، أن شخصين قتلا خلال مواجهات بين مجموعة من المواطنين وأعضاء بأحزاب اللقاء المشترك حاولوا اقتحام مبنى القصر الجمهوري بالحديدة. وأوضح المصدر في تصريح أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ", أن شخصين أصيبا أيضا خلال تلك المواجهات، محملا أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية هذه الأحداث وما نتج عنها من ضحايا. وعلى صعيد آخر, أعلن محافظ تعز، حمود خالد الصوفي، عن تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الأحداث، التي شهدتها مدينة تعز. وباشرت نيابة استئناف محافظة تعز التحقيقات في وقائع قتل وإصابة عدد من المتظاهرين أثناء المواجهات، التي حدثت بالقرب من مبنى المحافظة والقصر الجمهوري بمدينة تعز.