نظمت جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، اليوم الإثنين بالرباط، ندوة علمية حول موضوع "الملكية المغربية من مسيرة التحرير إلى استكمال الوحدة الترابية" من خلال مؤلفات الدكتور عيسى ببانا العلوي. وشكلت هذه الندوة، المنظمة في إطار احتفالات الجمعية بالذكرى ال35 للمسيرة الخضراء والذكرى ال55 لعيد الاستقلال، مناسبة لمناقشة موضوعها من خلال أربعة مؤلفات للدكتور ببانا العلوي وهي "محمد الخامس.. ملك استثنائي" و"أبعاد الملك الحسن الثاني" و"أسلوب حكم الملك محمد السادس" و"تاريخ الأسرة الحاكمة في المغرب". وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة السيد عبد الكريم بناني إن هذه الندوة تعد مناسبة للتعريف بالمؤلفات الهامة للدكتور عيسى ببانا العلوي التي أثرى بها الخزانة التاريخية المغربية، وكذا لدراسة وتحليل مضامينها الغنية. وأبرز أنه يتعين على الأجيال الشابة أن تتعرف على ما قام به الشعب المغربي من تضحيات من أجل تحقيق وحدته وسيادته في تلاحم وتماسك لم ينقطع على مر التاريخ، مؤكدا أن مسيرة التلاحم متواصلة وعكستها بجلاء المسيرة المليونية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء أمس الأحد ردا على المناورات الرامية إلى المس بالوحدة الترابية للمملكة. كما نوه السيد بناني بالعمل الهام الذي أنجزه الدكتور عيسى ببانا العلوي من خلال مؤلفاته الأربعة السالفة الذكر، والتي تؤرخ لملحمة وتاريخ المغرب، وتعتبر رسالة علمية ووطنية يقوم بها من أجل وطنه وملكه. من جهته، توقف الدكتور عيسى ببانا العلوي عند الركائز التي قام عليها بنيان الملكية المغربية من خلال عدد من المحطات التاريخية وما عرفته من معالم بارزة، والرجالات التي برزت فيها، مبرزا أنه يسعى من خلال أعماله إلى التعريف بمفهوم الملكية المغربية التي تعتبر من أعرق الملكيات في العالم. وفي هذا الصدد، قال إن العلاقة بين الملكية ومسلسل التحرير واستكمال الوحدة الترابية "علاقة جوهرية"، مبرزا أنه إلى جانب التحرير الترابي، اهتم الملوك المغاربة بمفاهيم أخرى من التحرير من قبيل تحرير الإنسان وتحرير الفكر والتحرير الاجتماعي. وفي هذا الصدد، أشار الدكتور ببانا العلوي على سبيل المثال إلى أن ظهير 1958 الذي صدر مباشرة بعد الاستقلال بفضل الملك الراحل محمد الخامس، وإنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سنة 1990 من قبل الملك الراحل الحسن الثاني يشكلان علامتين بارزتين في مجال تحرير الفكر. وأضاف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جاء ليستكمل جميع المنجزات الرئيسية التي شرع فيها أسلافه، حيث أكد على أهمية تحرير الإنسان اجتماعيا وإنسانيا من خلال، على الخصوص، إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإنشاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن، اللتين تعتبران آليتين لتحرير المواطن من الفقر والأمية وجميع الآفات الاجتماعية. ومن جهة أخرى، أبرز الدكتور ببانا العلوي أن استكمال الوحدة الترابية للمملكة ما يزال موضوع نزاع مفتعل من قبل جبهة تحريرية مصطنعة، دوافع وجودها معروفة، مبرزا أن المغرب قدم مشروعا للحكم الذاتي اعتبره المجتمع الدولي جديا وذا مصداقية، وأكد من خلال المسيرة المليونية لشعبه أمس الأحد على أنه متمسك بصحرائه وغير مستعد للتخلي على أي شبر منها. وخلص إلى التأكيد على أن سر استمرار الدولة العلوية راجع لأسباب أجملها في اهتمام الملوك العلويين بشؤون الرعية والدفاع عن مصالحهم، وحض العقيدة الإسلامية على طاعة الحاكم العادل، والحب الواضح والمشاعر الصادقة التي يكنها الشعب المغربي لملوكه، وكذا الدور الذي يلعبه العرش في توحيد الأمة وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي. وقد تم خلال هذه الندوة تقديم قراءات في المؤلفات الأربعة للدكتور ببانا العلوي من قبل الأساتذة نور الدين بلحداد ومحمد بوراس ومحمد زين الدين ومحمد زين العابدين الحسيني.