نظمت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، بتعاون مع وكالة الشراكة من أجل التنمية، اليوم الجمعة بمعهد فنون الصناعة التقليدية بمراكش، لقاء تشاوريا حول نتائج المرحلة الأولى من الدراسة الخاصة بإنعاش الصناعة التقليدية بالمدينة الحمراء. وتندرج هذه الدراسة، التي أنجزتها مجموعة من الباحثين التابعين لمكتب دولي، في إطار الاتفاقية الموقعة بين الحكومة المغربية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر برنامج" تحدي الألفية" الأمريكي. وتروم هذه الدراسة تحديد الحاجيات الحقيقية للصناعة التقليدية، من حيث الإنعاش انطلاقا من رؤية وحاجيات الفاعلين الميدانيين بالقطاع، من قبيل الصناع الفرادى، والمقاولات الصغرى والمتوسطة، والتجار المحليين والمصدرين، بالإضافة إلى مختلف الفاعلين في قطاع السياحة بمراكش. وتم خلال هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة الحرفيين والمقاولات والمهتمين بمجال الصناعة التقليدية، تقديم النتائج الأولية للبحث الميداني إلى المعنيين، حيث عقد مكتب الدراسات الذي أنجز هذه الدراسة، ما يفوق 650 لقاء مع الفاعلين في القطاع إلى جانب تنظيم ورشات تم خلالها تحديد وسائل الإنعاش الأكثر ملاءمة للصناع التقليديين بمراكش. وأوضح رئيس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش نجيب نايت عبد المالك، خلال هذا اللقاء التشاوري، أن لموضوع إنعاش الصناعة التقليدية بعد اقتصادي كبير ويعد ركنا أساسيا في مجال تسويق وترويج منتوج الصناعة التقليدية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن التحديات التي تفرضها العولمة تتطلب من جميع الفاعلين العمل من أجل توفير منتوج تقليدي يجمع بين الأصالة والثقافة والفن المغربي وقادر على غزو الأسواق العالمية. يشار إلى أن قطاع الصناعة التقليدية بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز يعتبر أحد المكونات الأساسية للبنية الإقتصادية والاجتماعية وموروثا حضاريا يعكس الهوية الجهوية والمحلية، ومجالا اجتماعيا يمتص نسبة هائلة من اليد العاملة، ومصدر إنعاش السياحة، علاوة على كونه يساهم في الرفع من قيمة المنتوج الداخلي الخام، ومصدرا للعملة الصعبة. وتتميز جهة مراكش-تانسيفت-الحوز بتواجد كل فروع وحرف الصناعة التقليدية، ويضم كل فرع مجموعة من الحرف، وتتميز كل حرفة بتعدد منتوجاتها واختلاف تصاميمها كالأثاث والصياغة والحلي والتزيين والإكسسوارات والملابس والمنتجات المحلية.