أكدت المجلة الاسبانية "فوكوس" في عددها الأخير أن المغرب كان دوما مثالا للتعايش والتسامح حتى في أحلك اللحظات في تاريخ البشرية. وقد خصصت المجلة التي تصدرها الطائفة اليهودية في مدينة ماربيا (جنوبإسبانيا) بثلاث لغات (الفرنسية والانجليزية والاسبانية) وتوزع في 38 بلدا عددها رقم 64 للمملكة المغربية. وأبرز السيد رفاييل كوهين مدير المجلة ورئيس الطائفة اليهودية في ماربيا في افتتاحية مجلة "فوكوس" أن هذا العدد خصص للتعريف "بعمق بمسار هذا البلد وبنظامه الملكي ، بلد يعتبر مثالا لحقوق حريات الأقليات الدينية". وشددت المجلة في عددها الذي خصصته بشكل حصري للمملكة المغربية بعنوان "المغرب لؤلؤة إفريقيا" على أن "المغرب تميز منذ قرون بتنوعه الملحوظ على جميع المستويات وهو ما جعل منه بلدا جذابا. وتتميز هذه التعددية الثقافية أيضا بسكانه اليهود". وأكدت المجلة، التي أرفقت مواد عددها بصور لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، أن المغرب أرض الحوار والتسامح ، نهج دوما "سياسة ودية تجاه الطائفة اليهودية"، مشيرة إلى "معارضة جلالة المغفور له محمد الخامس تطبيق القوانين المعادية لليهود الصادرة عن حكومة فيشي ما بين سنتي 1940 و 1942". وقالت مجلة "فوكوس" إنه "يجب ألا ننسى أنه حتى بعد الاستقلال ، كان هناك وزراء يهود في الحكومة" المغربية. وكتبت "لذلك ، نفهم الاحترام والاجلال الذي يكنه اليهود المغاربة لجلالة المغفور له محمد الخامس ، الذي ظل في ذاكرتهم الجماعية وإلى الأبد /المنصف/ الذي أنقذهم من براثن النازية. هذا الموقف النبيل والسخي شكل موضع ترحيب وإشادة من قبل القوى الحليفة".
وفي معرض حديثها عن تاريخ الطائفة اليهودية في المغرب أبرزت المجلة أن "الطوائف اليهودية التي تمخضت عن مسلسل معقد للهجرات شكلت عنصرا أساسيا في المجتمع المغربي". ونقلت مجلة "فوكوس" عن سيمون ليفي قوله إن "الثقافة اليهودية في المغرب وفي جميع أنحاء العالم العربي ليست سوى جزء معين من ثقافة أوسع تضم المسلمين والمسيحيين واليهود". وحسب "فوكوس" فإن "الطائفة اليهودية شكلت دوما جزءا من المغرب. ونقلت المجلة عن دافيد عمار أول رئيس لمجلس الطوائف اليهودية المغربية قوله إن ممثلي الطوائف اليهودية (الرؤساء والحاخامات) كانوا حاضرين بشكل دائم في الحياة العامة مضيفا أن اليهود في المغرب كانوا "يتمتعون دائما بدرجة من الحرية الدينية ليست موجودة في أي بلد آخر في العالم العربي". وذكرت مجلة "فوكوس" بأن دافيد عمار كان يردد دائما "أنا مغربي مخلص . أحب بلدي وملكي". وأضافت أن "هذا التقليد مستمر مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي يعتبر حماية رعاياه اليهود والمسلمين واجبا" مشيرة إلى أن مسؤولية العاهل المغربي "تجاه اليهود وحقوقهم وقيمهم هي قبل كل شيء دينية وتاريخية ودستورية. وهو ما يبرر تعلق اليهود بمغربيتهم". وخلصت المجلة إلى أن "الطائفة اليهودية لا تزال تتمتع اليوم في المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس ، بجميع حقوقها وحرياتها وبإشعاع واسع النطاق كما أنها حاضرة في مختلف قطاعات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية".