أكد الدكتور أرموند كيكي رئيس الطائفة اليهودية بفاس، على هامش اللقاء الدولي لليهود المغاربة المنحدرين من فاس، والذين قدموا إليها من فرنسا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية والأرجنتين وإسبانيا واللوكسمبورغ أن هؤلاء اليهود مازالوا يحتفظون في ذاكرتهم بأيام طفولتهم و شبابهم التي قضوها بمدينة فاس مسقط رؤوسهم، كما عبر عدد منهم خلال هذا اللقاء الحميمي عن أن فاس العاصمة الروحية للمملكة شكلت ملتقى للثقافات أشاعت قيم الحوار والسلام والوفاق، كما استحضر المشاركون في هذا اللقاء العائلي الدولي، قيم التعايش التي سادت دوما في المغرب مستشهدين بنماذج واقعية للتساكن الذي طبع علاقة العائلات المسلمة اليهودية في الملاح بفاس وباقي ربوع المملكة. كما سجل المتدخلون في هذا اللقاء الدور الكبير الذي اضطلعت به الطائفة اليهودية المغربية في المهجر كسفراء كونيين لبلدهم الأصلي من خلال اتصالاتهم وعلاقاتهم السياسية و0الدبلوماسية مع مختلف المنظمات اليهودية عبر أرجاء العالم، كما استعرضوا أهم المراحل للتواجد اليهودي بالمغرب و انصهار مختلف العقائد الدينية واحترامها من طرف المسلمين المغاربة، كما ذكروا بالإسهام العلمي الكبير لليهود المغاربة وفي طليعتهم العالم ابن ميمون، هؤلاء الذين شكلوا رموز التعايش السوسيو ثقافي اليهودي العربي الذي كان المغرب مهدا له بامتياز. تجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء الدولي حضرته مجموعة من الفعاليات بفاس في طليعتها أساتذة جامعيون وصحافيون ورجال السلطة والمنتخبون، حيث أبرز والي فاس في تدخله أن هذه المدينة تعد ملتقى الحضارات، ونموذجا لقيم التسامح والتعايش بين مختلف المكونات العرقية والإجتماعية والثقافية والدينية التي اضطلع بها المغرب كبلد للتقاليد. ومن جانبه تطرق المؤرخ المغربي محمد كنبيب إلى تاريخ اليهود بفاس وعطاءاتهم التي واكبت تاريخ المدينة، ودورهم في مسار فاس منذ تأسيسها متوقفا على نماذج من شخصيات يهودية أثرت في هذا المجرى، وأوضح أنه في سنوات العشرينات من القرن الماضي ساهم اليهود المغاربة بفاس في تطور اقتصاد المغرب في مجال التجارة والصناعة التقليدية، حيث كانت المنافسة قوية بين (المعلمين) اليهود أدت إلى تطوير مختلف الصناعات التقليدية وخاصة صياغة الذهب والفضة، حيث جلبوا آلات ومعدات متطورة ساهمت في تقدم هذه الصناعة. وقد تميز اللقاء بتنظيم معرض تمحور حول كتابات تاريخية تتناول تاريخ وتقاليد يهود فاس وحياتهم. كما أتاح هذا اللقاء الفرصة للمتناظرين لزيارة الملاح ومآثر فاس الجديد والبيع اليهودية بفاس، وكذا فاس العتيقة وجامع القويين بالإضافة إلى زيارة حامة مولاي يعقوب وصفرو وغير ذلك من الأماكن التي مازالت مترسخة في ذاكرة هذه الطائفة والتي تشكل عنصرا يجعلهم مرتبطين بوطنهم الأم باستمرار.