احتضن مقر ولاية فاس أول أمس الثلاثاء 20 أكتوبر الجاري،اجتماعا ترأسه والي الجهة والذي هَمَّ المسؤولين الأمنيين بالمدينة بمختلف مستوياتهم وتشكيلاتهم،وذلك لاتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية المشددة استعدادا لانطلاق أشغال التجمع الدولي الكبير لليهود المغاربة المنحدرين من مدينة فاس، والذين من المنتظر أن يحجوا إليها بأعداد كبيرة حددتها مصادرنا في ما يزيد عن 600 يهودي مغربي قادمين من جميع بقاع العالم للمشاركة في هذا الملتقى الحاشد المنظم من قبل المركز الجماعي اليهودي الكائن مقره بباريس الفرنسية ، و الذي سيستغرق أسبوعا كاملا ابتداء من يوم الاثنين القادم 26 أكتوبر الجاري حتى فاتح نونبر 2009 . هذا وقد فرضت سرية تامة على جدول أعمال التجمع الدولي لليهود المغاربة الذي ستحتضنه مدينة فاس لاعتبارات أمنية، فيما كشفت مصادر مطلعة بان اللقاء يندرج في إطار عودة اليهود المغاربة أبناء مدينة فاس إلى المدينة الأم للإطلاع على المآثر العمرانية اليهودية ومزارات اليهود ومقابر صلحائهم،وأوجه الحياة اليومية التي كان ينعم بها اليهود المغاربة، وكذا الصناعات والحرف اليدوية، التي زاولوها في أسواق المدينة العتيقة بفاس إلى جانب المسلمين، وهي الحرف، التي كانت حسب باحثين في هذا المجال، واحدة من الأسباب التي قربت بين الطائفتين، وساهمت في تحقيق التعايش الذي أصبح منذ سنوات مضت مضرب الأمثال في كثير من البلدان، هذا بالإضافة إلى تاريخ حضورهم في عدد من المدن المغربية وعلى رأسها مدينة فاس وتقديم هذا الموروث الثقافي والتاريخي لأجيالهم من الشباب والأطفال ليجعلوا منها أماكن ذكرى لفترة اعتبروها زاهية في حياتهم خاصة بحي الملاح الشهير الذي يُعد أول «ملاح» بناه اليهود بالمغرب خلال القرن السابع عشر، حيث من المنتظر-استنادا إلى مصادرنا- ان يعلن هذا التجمع الدولي لليهود المغاربة عن إحداث مركز للدراسات اليهودية بفاس يهتم بالمدن المغربية التي استوطن فيها اليهود وأقاموا لهم أحياء خاصة سميت بالملاح بعد مغادرتهم لإقليم الأندلس المسلم خلال الفترة التي عرفت بمحاكم التفتيش بمنطقة الأندلس المسلمة والتي تعرض خلالها الأندلسيون لاضطهاد مريع على يد الاسبان. يذكر أن الحي اليهودي الشهير بمدينة فاس الجديد «الملاح» مازالت تدب فيه الحياة، إذ يحتضن اليوم بين ظهرانيه عددا من اليهود الذين اختاروا العيش فيه. كما أن البعض الآخر ممن هاجروا إلى فلسطين عادوا أدراجهم في السنوات الأخيرة وأعادوا ترميم وتأثيث دورهم التي هجروها خلال الستينات،حتى أن التعايش الذي تحقق بين اليهود المغاربة و الساكنة المحلية لمدينة فاس دفع بعضهم لرفض مغادرة هذه المدينة، بل منهم من غيروا أسماءهم واتخذوا لهم أسماء عائلية محلية مشهورة تخص أهل فاس الأصليين مثل: «بن جلون» و «بنيس» و«بن شقرون»...إذ كان يعيش في المغرب حوالي 270 ألف يهودي في أربعينات القرن الماضي.