سافر المعلم حميد القصري مساء أمس الجمعة بجمهور مدينة سلا إلى عالم موسيقى كناوة،التي تتميز بسحرها الخاص وشد انتباه الجميع بإيقاعاتها التي تسللت إلى دواخل الذات دون استئذان. وأطلق المعلم حميد القصري العنان لنبرات صوته المتميزة،ولموسيقى أوتار الكنبري الذي ظل يداعب أوتاره طيلة هذا الحفل الساهر،المنظم في إطار الدورة التاسعة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم (21 -29 ماي الجاري). وقدم هذا الفنان الكبير رفقة مجموعته،التي تفننت في تأدية رقصات مختلفة،باقة من الأغاني التي تنهل من أسرار موسيقى كناوة التي لا يملك مفاتيحها سوى المعلمين الذين ورث عنهم روعة العزف والغناء ومن بينها ''الله مولانا'' و''الله الله لا إله إلا الله'' و''مولاي أحمد'' و''صل على نبينا''. وتواصل الحفل الفني،الذي امتد على طول ساعة ونصف من الزمن،لم يهدأ خلالها الجمهور المتفاعل مع الموسيقى،على إيقاعات الفن الكناوي وأداء الفنان حميد القصري المتميز الذي يعبر عن موهبة فنية حقيقية تختزل تاريخ هذه الموسيقى المفعم بالآلام والشجن في لحظات روحية عميقة ومؤثرة. وأثبت هذا الفنان خلال الحفل،الذي احتضنته منصة شاطئ سلا،أن الموسيقى الكناوية قادرة على التعايش مع باقي أشكال التراث الشعبي الأخرى،من حمدوشي وعيساوي،وأن تنسجم مع إيقاعاتهم في مزيج رائع نال إعجاب الجمهور الذي توافد بشكل كبير خاصة فئة الشباب. يشار إلى أن الفنان حميد القصري،المزداد عام 1961 بالقصر الكبير،تعلم الفن الكناوي على يد معلمين كبار ك "المعلم علوان" و"عبد الواحد ستيتو" وعمره لم يتجاوز العاشرة. ولم يكتف حميد القصري بإعادة إنتاج ما هو موجود بصوت رائع،بل عكف على البحث عن الأساليب التي من شأنها أن تساهم في تطوير هذا الفن كاعتماد آلات موسيقية حديثة.