يخلد المجتمع الدولي يوم غد الاثنين اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 ماي من كل سنة، قصد التحسيس بأهمية وضرورة قيام صحافة، ليست حرة فحسب، وإنما مستقلة أيضا، تساهم في إرساء الديمقراطية، والاحتفاء بالصحافيين الذين يعرضون، في بعض الأحيان، حياتهم للمخاطرة في سبيل أداء واجبهم. وهكذا، فإن هذا اليوم يشكل مناسبة لإثارة النقاش في صفوف مهنيي وسائل الإعلام بخصوص القضايا التي تهم حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة، كما يذكر الجميع بأهمية الحق في المعرفة باعتبارها مدخلا لحقوق أخرى أساسية وضمانة لشفافية وعدالة وتنمية أكثر. وبالفعل، فإنه وقصد تأكيد والدفاع عن الضرورة الأكيدة لحرية الرأي والتعبير، أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دجنبر 1993، يوما عالميا لحرية الصحافة تنفيذا لتوصية تمت المصادقة عليها خلال الدورة 26 للمؤتمر العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) سنة 1991. وهكذا فإن يوم 3 ماي يشكل في الآن ذاته يوما للتقييم وتشخيص وضعية حرية الصحافة عبر العالم، وتذكير الدول بضرورة احترام الالتزامات التي أخذتها على عاتقها في ما يخص حرية الصحافة، ويوما لاستنكار ما يمس هذه الحرية والأخطار التي تحدق بالعديد من الصحافيين في نقلهم وتمريرهم للمعلومة عبر العالم. وبالفعل، فإن اليونيسكو باعتبارها المنظمة الأممية الوحيدة التي يندرج الدفاع عن حرية الصحافة ضمن مهامها، قد جعلت التفاهم المتبادل والحوار عن طريق وسائل الإعلام في صلب اهتماماتها. وينص الميثاق التأسيسي لهذه المنظمة الأممية الذي تم تبنيه سنة 1945 أنه يتوجب على اليونيسكو أن "تعزز التعارف والتفاهم بين الأمم بمساندة أجهزة إعلام الجماهير، وتوصي، لهذا الغرض، بعقد الاتفاقات الدولية التي تراها مفيدة لتسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة". يشار إلى أن حرية الصحافة ضاربة في تاريخ منظمة الأممالمتحدة، حيث تنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 على أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية". + حرية الإعلام.. الحق في المعرفة + يشكل "حرية الإعلام: حقنا بأن نعرف" الموضوع الذي اقترحته اليونيسكو للاحتفال بهذا اليوم العالمي. وقالت المديرة العامة لليونيسكو السيدة إرينا بوكوفا في رسالة لها بمناسبة هذا اليوم الذي يطفئ هذه السنة شمعته ال`17 "إن اليوم العالمي لحرية الصحافة ، الذي يدور موضوعه هذا العام حول حرية الإعلام، يقدم لنا مناسبة نتذكر فيها أهمية حقنا في المعرفة". وأكدت أن "حرية الإعلام هي المبدأ الذي يقتضي من المنظمات والحكومات أن تعمم ما لديها من معلومات وتسهل الإطلاع عليها لأي شخص يريدها، وذلك استنادا إلى حق الجمهور في أن يكون على دراية بالأمور". وأبرزت أن "للحق في المعرفة دور مركزي في الحفاظ على الحقوق الاساسية الأخرى، وفي تعزيز الشفافية والنهوض بالعدالة والتنمية. ويشكل هذا الحق بالتلازم مع مفهوم حرية التعبير المكمل له، الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية". وأضافت قائلة "قد لا نمارس عن وعي حقنا في المعرفة، ولكن في كل مرة نتصفح جريدة أو نتابع أخبار التلفزيون أو الإذاعة أو ندخل الانترنيت، فإن نوعية ما نراه أو نسمعه تتوقف على قدرة وسائل الإعلام هذه على الحصول على معلومات دقيقة وحديثة". وذكرت المديرة العامة لليونيسكو من جهة أخرى بأن المنظمة أدانت في العام الماضي قتل 77 صحافيا لم يكن معظمهم ضحايا حرب، بل مراسلين محليين يغطون أحداثا محلية، داعية "جميع المحتفلين اليوم باليوم العالمي لحرية الصحافة حول العالم إلى الالتزام بالصمت لمدة دقيقة إحياء لذكرى الذين لم يعد ممكنا أن نساعدهم، وتكريما للصحافيين الذين ضحوا بأرواحهم خدمة لحقنا في المعرفة". كما دعت الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والأفراد في كل مكان إلى الانضمام إلى اليونيسكو للنهوض بحرية الإعلام في جميع أنحاء العالم. + جائزة اليونسكو غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2010 + تمنح جائزة اليونسكو غيليرمو كانو العالمية لحرية الصحافة التي أنشأها المجلس التنفيذي لليونسكو، سنويا لصحافي أو هيئة ساهمت بقدر كبير في الدفاع و/ أو تعزيز حرية الصحافة في أي مكان في العالم. وفازت الصحفية الشيلية مونيكا غونزاليز موخيكا، بجائزة هذا العام، حيث ستقوم المديرة العامة لليونسكو بتسليم الجائزة إلى هذه الصحافية في احتفال يقام يوم غد الاثنين الذي تحتفل به اليونسكو هذا العام في بريسبان (استراليا). وأكد رئيس لجنة التحكيم، جوي اثلولوي، أن مونيكا غونزاليز موجيكا، أثبتت طوال حياتها المهنية، شجاعتها بإلقاء الضوء على الجوانب المظلمة للظروف السائدة في شيلي. وقامت مونيكا غونزاليز، بطلة النضال ضد الدكتاتورية في بلدها، بإجراء تحقيقات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك فيما يتعلق بالممارسات المالية للجنرال بينوشيه وأقاربه. وبعد عودة النظام الديمقراطي إلى شيلي في 1990، عُينت مونيكا غونزاليز رئيسة تحرير إحدى الصحف، وعملت كصحفية. وتدير مركز الصحافة والتحقيقات الصحفية (سانتياغو` شيلي) منذ 2007، وتنظم أيضا أوراش عمل لصحافة التحقيقات في شيلي وخارجها. وعادت الجائزة العالمية لحرية الصحافة إلى الصحافي لاسانتا ويكريماتونغ (سري لانكا، 2009).