يستعد الرئيس الأميركي باراك اوباما الاثنين لإلقاء كلمة الى الأميركيين تهدف الى محاولة الحصول على دعم الشعب، الذي تعب من الحروب، للتدخل العسكري في ليبيا. وبعد ان ورث حربين في العراق وأفغانستان من سلفه جورج بوش، يجد اوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام، نفسه متورطا في نزاع آخر ولكن هذه المرة باختياره، الا انه يواجه عدم اقتناع العديد من الأميركيين بهذا الخيار. وسيسعى اوباما، في الكلمة التي سيلقيها في الساعة 30،19 بالتوقيت المحلي (30،23 تغ) في جامعة الدفاع القومي في واشنطن، الى إقناع الشعب بقراره المشاركة في النزاع في ليبيا، رغم تشككه وانشغاله بالهموم الاقتصادية. واوباماK الذي واجه انتقادات منذ بدء العمل العسكري في ليبيا قبل تسعة أيام بسبب عدم توضيحه لموقفه، سيجري عدد ا من المقابلات الصحافية الثلاثاء مع ثلاثة من كبرى الشبكات الإخبارية الأميركية، بحسب البيت الأبيض. وأعرب العديد من أعضاء الكونغرس، من بينهم أعضاء من حزب اوباما الديموقراطي، عن غضبهم لعدم استشارتهم قبل إرسال القوات، وأعربوا عن مخاوفهم من ان المهمة العسكرية في ليبيا غير محددة المعالم، كما ان إستراتيجية الخروج منها غير واضحة. وعشية الخطاب الذي يعد من اهم خطابات السياسة الخارجية التي يلقيها اوباما في رئاسته، خرج وزير الدفاع ،روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ،على شاشات التلفزة الأميركية للإجابة على أسئلة المنتقدين. وقال الوزيران ان الولاياتالمتحدة اضطرت الى التدخل السريع في ليبيا لأسباب إنسانية، وأكدا على ان عدم التحرك كان سيؤدي الى انعكاسات كارثية في المنطقة. وصرح غيتس لشبكة "ايه بي سي" ان التدخل في ليبيا "لم يكن يصب في المصلحة الوطنية الأميركية الأساسية، ولكنه كان مهما"، مشيرا الى احتمال الخروج الجماعي للاجئين الى كل من تونس ومصر. وقال "إذن كان لدينا حدث يجري في ليبيا يمكن ان يتسبب في قدر كبير من زعزعة الاستقرار ويتسبب في تهديد الثورتين في تونس ومصر". وأكد ان "مصر مهمة جدا لمستقبل الشرق الاوسط". أما كلينتون فقد دعت المنتقدين الى ان يسألوا أنفسهم ما الذي كان يمكن ان يحدث لو لم تتدخل الولاياتالمتحدة. وقالت "تخيلوا لو اننا كنا نجلس هنا وسيطرت (قوات القذافي) على مدينة بنغازي التي يسكنها 700 الف شخص، كان من الممكن ان يذبح عشرات الآلاف الأشخاص، ويفر مئات الآلاف .. وإما ان لا يكون أمامهم مكان يتوجهون اليه او أنهم سيغرقون مصر التي تمر بفترة انتقالية صعبة". وأضافت "وفي تلك الحالة كانت الصرخات ستكون لماذا لم تفعل الولاياتالمتحدة شيئا؟ كيف أمكنكم ان تقفوا بلا حراك بينما كانت فرنسا والمملكة المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية والجامعة العربية وشركاؤكم العرب يقولون يجب عليكم ان تفعلوا شيئا". وسعى الوزيران الى تبديد المخاوف من ان الولاياتالمتحدة ستغرق في نزاع طويل في ليبيا، مؤكدين على ان المهمة محدودة وكذلك الدور الاميركي. ومما جعل موقف اوباما اكثر سهولة موافقة سفراء الحلف الأطلسي الأحد في بروكسل على تولي قيادة جميع العمليات في ليبيا، الا ان الولاياتالمتحدة لا تزال تتحمل العبء العسكري لهذه الحملة. وستنضم كلينتون الى وزراء خارجية 35 دولة أخرى الثلاثاء في لندن لمناقشة النزاع في ليبيا قبل ان تمثل وغيتس امام لجان في الكونغرس الأربعاء للرد على أسئلة بشأن النزاع في جلسة مغلقة. ودلت استطلاعات الرأي على فتور الدعم العام للمشاركة في النزاع في لبييا، حيث قال 47% ممن شملهم استطلاع للرأي اجراه معهد غالوب في 22 اذار/مارس انهم يوافقون على المشاركة في النزاع في ليبيا، وهي نسبة اقل من الدعم لمعظم الحملات العسكرية الأميركية خلال العقود الأربعة الماضية.