تسلم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في نونبر الماضي، في أوسلو، جائزة نوبل للسلام رغم خوضه حربين في العراق وأفغانستان، وقراره الأخير بإرسال تعزيزات من عشرات آلاف الجنود الأميركيين لقتال حركة طالبان في أفغانستان.وأثار إعلان لجنة نوبل في أكتوبر الماضي منح جائزة السلام المرموقة إلى الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، مفاجأة بلغت حد الصدمة، لدى البعض. فأوباما الذي لم يكمل عامه الأول في السلطة ورث حربين من سلفه جورج بوش، وحقق إنجازات متواضعة للغاية على صعيد السياسة الخارجية، رغم انتهاجه سياسة اليد الممدودة مع دول مثل كوبا وإيران وكوريا الشمالية في قطيعة واضحة مع سياسة سلفه. وقال أمين سر لجنة نوبل غير لونديستداد إن "غالبية الرؤساء الأميركيين عليهم أن يتعاملوا مع نزاعات لا بل حروب، إلا أن ما حاول أوباما فعله هو التزامه سلوك طريق جديد في السياسة الخارجية، عبر التركيز على التعاون الدولي والأمم المتحدة والحوار والتفاوض، ومكافحة التغير المناخي ونزع الأسلحة، وهذا هو جوهر “قرار لجنة نوبل". وأوباما يعارض الحرب على العراق، منذ بدأتها الإدارة السابقة، إلا أنه مقتنع بأن العمليات العسكرية في أفغانستان "ضرورية"، وسبق أن أعلن في أكتوبر أنه يظن أنه لا يستحق هذه الجائزة مقارنة بمن سبقوه إليها. لكنه تدارك أنه سيقبل هذا الشرف "كدعوة إلى العمل" ضد الاحتباس الحراري، ومكافحة الانتشار النووي وحل النزاعات.