رغم حصوله على جائزة نوبل للسلام، يعد باراك أوباما أيضا رئيس حرب جمع الجمعة، يوم منحه الجائزة، معاونيه للتشاور معهم بغية اتخاذ قرار حول إرسال أو عدم إرسال تعزيزات من عشرات آلاف الجنود إلى أفغانستان. وأفغانستان ليست الحرب الوحيدة التي ورثها أوباما. لكن فور وصوله الى البيت الأبيض، سرّع الخطى من أجل الانسحاب من العراق، فيما باتت أفغانستان على وشك ان تصبح "حربه". وفي اول رد فعل علني على نيله الجائزة، لم يفوت اوباما الفرصة للقول "اني القائد الاعلى لبلد يتحمل مسؤولية انهاء حرب ويواجه على مسرح آخر عدوا لا يرحم يهدد مباشرة الأمريكيين وحلفاءنا". لكنه مدعو في الاسابيع المقبلة الى اتخاذ قرار يعد من اهم قراراته. فأمام تدهور الوضع في أفغانستان، بدأ الرئيس الامريكي مشاورات حول الاستراتيجية الجديدة الواجب اعتمادها وحول ضرورة أو عدم ضرورة نشر عشرات آلاف الجنود الاضافيين كما يطالبه قائده الميداني الجنرال ستانلي ماكريستال. وترأس أمس الجمعة 9-10-2009، رابع اجتماع لمجلس الحرب حول افغانستان. وهو مطوق بين تطلعات جنرالاته من جهة والمعارضة المتزايدة لدى الامريكيين لحرب مستمرة منذ ثماني سنوات وتزداد فتكا من جهة اخرى. وكان من المفترض للمرة الاولى ان يبحث اثناء اجتماع كهذا بشكل خاص عديد القوات ومطالب الجنرال ماكريستال بارسال تعزيزات. وهذا الاخير لن يطالب ب40 الف جندي اضافي كما تردد حتى الان، بل ب60 الفا كما كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس. وتردد ايضا ان الجنرال ماكريستال عرض على اوباما سيناريو ثالثا لم يزد فيه عديد القوات الذي يقترب في الوقت الحالي من 68 الفا. واشارت الصحيفة الى ان الجنرال يفضل خيار ال40 الف عنصر. ويقدم معاونو اوباما المعلومات حول هذا الموضوع بالقطارة. وقالوا خلال الايام الاخيرة ان اوباما ليس في نيته في مجمل الاحوال خفض القوة بشكل كبير. كما اشاروا ايضا الى ان اوباما قد يميل الى استراتيجية تركز على القاعدة اكثر من طالبان. ويشدد معاونو اوباما على ان تنظيم القاعدة يمثل تهديدا "عابرا للحدود" وانه ما زال يريد تنفيذ اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة. وعلى خلاف ذلك، فإن معركة معظم عناصر طالبان لا تتجاوز الحدود قطعا. الفكرة قد تكون متمثلة بمنع طالبان من الاستيلاء مجددا على الحكم وتوفير الملاذ لتنظيم القاعدة كما فعلوا في العام 2001 واستخدموه لتنفيذ اعتداءات 11 ايلول(سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة. كما يتوقع ان تخصص الاستراتيجية مكانة مهمة لباكستان المجاورة حيث وجد معظم اعضاء القاعدة البارزين ملجأ. لكن لا تتوقع الادارة صدور اي قرار وشيك في هذا الشأن. وأشار المتحدث باسم الرئيس الأمريكي روبرت غيبس، إلى أنه من المقرر عقد اجتماع جديد لاوباما مع معاونيه الاسبوع المقبل وان اجتماعات اخرى قد تضاف الى برنامجه. اما عناصر طالبان فقد حسموا خيارهم: فمع نوبل ام لا، اوباما "لم يفعل شيئا من اجل السلام في افغانستان"، كما قال المتحدث باسمهم ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس، مضيفا ان اوباما "ارسل مزيدا من القوات الى افغانستان وينوي ارسال المزيد ايضا".