فاجأت لجنة نوبل النرويجية معظم المراقبين بإعلانها صباح أمس الجمعة منح الرئيس الاميركي باراك اوباما جائزة نوبل للسلام «لجهوده الاستثنائية من اجل تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب». ولم يكن اسم أوباما، أول رئيس من أصل أفريقي للولايات المتحدة، من بين الأسماء المطروحة لنيل الجائزة، والتي توقع كثيرون أن تفوز بها السناتورة الكولومبية بييداد كوردوبا التي تنشط من اجل حل تفاوضي للنزاع الجاري في بلادها منذ نحو نصف قرن. وقال رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورين ياغلاند ان «اللجنة علقت اهمية خاصة على رؤية اوباما وجهوده من اجل عالم خال من الاسلحة النووية». وتسلم اوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة، مقاليد الحكم قبل اقل من تسعة اشهر وقد دعا الشهر الفائت في الاممالمتحدة الى عالم خال من الاسلحة النووية. واضاف ياغلاند «بصفته رئيسا، اوجد اوباما مناخا جديدا في السياسة الدولية. لقد استعادت الدبلوماسية المتعددة الاطراف موقعا محوريا، مع تركيز على الدور الذي يمكن للامم المتحدة وباقي الهيئات الدولية ان تقوم به». وتابع رئيس لجنة نوبل «نادرا ما نجح شخص في استقطاب انتباه العالم برمته و اعطاء سكانه الامل بمستقبل افضل، مثلما فعل اوباما» وقال «ان هذا ما سعت إليه اللجنة على مدى 108 أعوام في السياسة الدولية تحديدا وتلك هي التوجهات التي يعتبر أوباما الان المدافع الابرز عنها في العالم.» وكان اوباما الذي يعتبر الرجل الاقوى في العالم، القى في يونيو الماضي في القاهرة خطابا تاريخيا هدف من خلاله الى مد جسور التواصل بين بلاده والعالم الاسلامي بعد سنوات من التوتر بين الطرفين بسبب تداعيات اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والحرب على الارهاب التي تلتها. ومن بين «الاعمال اللافتة» للرئيس الاميركي ذكر ياغلاند ايضا التزام اوباما بمكافحة التغير المناخي. غير ان الرئيس الاميركي يواجه حربين مفتوحتين في العراق وفي افغانستان حيث يسعى لاقرار استراتيجية جديدة. وسيتم تسليم الجائزة في اوسلو في 10 ديسمبر الذي يصادف ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الصناعي ورجل الخير السويدي الفرد نوبل، وهي تتضمن ميدالية وشهادة وشيكا بقيمة 10 ملايين كورون سويدي (حوالى مليون يورو). واوباما هو ثالث مسؤول ديموقراطي اميركي كبير يفوز بجائزة نوبل للسلام في غضون اعوام قليلة بعد جيمي كارتر (2002) وآل غور (2007). وكانت قائمة المرشحين للفوز بجائزة نوبل للسلام هذا العام حطمت رقما قياسيا ببلوغها 205 مرشحين بين افراد ومنظمات.