فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باراك أوباما: هل استحق نوبل للسلام؟
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 09 - 10 - 2010

لقد مر عام على منح باراك أوباما جائزة نوبل للسلام.لكن، لماذا باراك أوباما ؟ ما أسباب ودوافع منحه جائزة نوبل للسلام، من قبل أعضاء لجنة نوبل يوم الجمعة 19 أكتوبر 2009، ولم تتجاوز فترة دخوله إلى البيت الأبيض عشرة أشهر ؟ لقد برروا اختيارهم للرئيس الأمريكي بلغة خشبية تصلح لأردأ بلاغه دبلوماسية للأمم المتحدة. أما، السيد أومابا فقد أجاب هو أيضا ببلاغ من الإسمنت المسلح، كي يعبر عن اعتزازه «بمجهوداته الخارقة، لتقوية الدبلوماسية الدولية وكذا التعاون بين الشعوب».
صحيح، في ظرف أقل من سنة، قام أوباما بأشياء كثيرة على المشهد الدولي. لن نعاتب عليه، كونه حتى اللحظة الآنية، وفر وقته فقط لإلقاء الخطابات. ففي السياسة، يدخل الخطاب إلى حيز الاعتبار، لأن الدبلوماسية قضية عمق وشكل أيضا. ركز أوباما، على إعادة ترميم صورة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد سنوات العجرفة مع بوش. لاسيما، توقف الإجهاز على الحريات العامة، بدواعي القضاء على الإرهاب. وفي مداخلتين متتاليتين، بأنقرة والقاهرة، تحدث عن الإسلام بخطاب منفتح، ذكي ومحترم. غاية جوهرية، لكسر صورة «غرب يرهبه الإسلام» (الإسلاموفوبيا)، مما يغذي فكرة التطرف الإسلامي ويعضد الأطروحة البلهاء عن «حرب الحضارات». كل ذلك،شكل في حد ذاته عملا مهما بالنسبة لأول رئيس أسود في تاريخ الجمهورية الأمريكية.
على النقيض من جورج بوش وكثير من أوفيائه الجمهوريين، والذين يجهلون كل ما يقع في الخارج، فإن أوباما شخصية كونية : تتلمذ نسبيا بآسيا،ينحدر من أب إفريقي ومسلم، بهذا يمثل أمريكا متعددة اتنوغرافيا أكثر فأكثر.
مثل هذا الحامض النووي، يمنحه امتيازا لإدراك العالم مثلما هو : متعدد الأقطاب، بروز قوى كالصين، الهند والبرازيل، تسعى بدورها إلى انتزاع حقها في الرأي. لكن، الأمر يتضمن وجها سيئا : تعدد الفرقاء، كما أرادته إدارة أوباما، يحول بينها وبين الحرص الضروري على أوضاع حقوق الإنسان.
السعي نحو ضم (يقال في واشنطن «انخراط») بيكين أو موسكو مثلا من أجل تسوية قضايا العالم الكبرى، جيدا جدا. لكن، الأمر يعني تأسيس النظام الدولي الجديد على مبدأ عدم المساس مطلقا بالسيادة الوطنية. لا تدخل في الشؤون المحلية ! خاصة، تحت دواعي حقوق الإنسان. لا ينبغي على نوبل والتي كان بالأحرى، أن ننتهي عند المدافعين الشجعان عن الحريات في روسيا أو الصين رسم خطوط هذا الاتجاه المخيف.
I سخرية التاريخ :
نعم سخرية التاريخ، فقد فاز أوباما بجائزة نوبل للسلام. الثالثة، والتي لم تمنح قط لرئيس أمريكي مازال يباشر وظيفته. إعلان، جاء قبل ساعات قليلة، من اجتماع جديد ل «مجلسه الحربي» حول أفغانستان وهو الخامس خلال أسبوعين.
سخرية إضافية، تأكيد خبر نيل أوباما الجائزة أصاب الطبقة السياسية بالانشقاق. فقد، عبر الجمهوريون عن احتجاجهم، ما دام أوباما لم ينجز بعد أي شيء، وبالتالي لا يستحق التقدير. أما، الديموقراطيون فقد وجهوا لهم تهمة تصرفهم مثل «الطالبان وحماس».
إذا اعتقدت الهيئة النرويجية بأنها فعلت حسنا، حينما توجت أوباما ولم تمر بعد سنة على انتخابه، فلا يمكننا الادعاء بأن البيت الأبيض بوسعه فتح قنينات شامبانيا. أول المستشارين الذين توصلوا بالخبر ساعة الفجر، ظنوا الأمر مجرد دعابة خاصة بعد الحمّام البارد للأسبوع السالف، حينما أخفقت شيكاغو عن الظفر بتنظيم الألعاب الأولمبية.
استغرقت «أقلام الرئيس» ساعات عدة لإعداد خطاب قابل لتجنب الفخاخ السياسية، بينما آلة الجمهوريين، والتي تحركت قبل ذلك بأقصى سرعة ضد الإصلاح الصحي وكذا «اشتراكية» الرئيس، فقد أفرزت ردود فعل تشتم الديمقراطيين و «حلفائهم في اليسار العالمي». هيأ، أوباما خطابا لم تتجاوز مدته ستة دقائق دون استفاضة، تقديرا وإجلالا للاعتبار الذي حظيت به أمريكا وقيمها التأسيسية من خلال تتويجه.
يوضح أوباما، بأنه قد تلقى الخبر صباحا من طرف ابنتيه، موعد تصادف مع ذكرى ميلاد كلبهما. قبل، بتواضع عميق هذه الجائزة التي « لا يستحقها أبدا». وبمهارة، أشار إلى موقعه : «كقائد عام لبلد يواجه حربا عليه إتمامها». بمعنى آخر، لن يحتجز نفسه، داخل جائزة تلزمه بالوفاء للسلام.كل شيء يتم بحذق، فهو يقتسم ما حصل عليه مع تلك «الفتاة التي تسير بهدوء في الشوارع، وهي تجابه ضربات العصي والرصاص»، إحالة واضحة على المظاهرات الإيرانية والطالبة الشابة «نيدا» (Nida)، التي قتلت بطهران، وأيضا مع «قائدة المعارضة وقد فرضت عليها، الإقامة الجبرية، لأنها ترفض التخلي عن التزامها بالديموقراطية». إيماء هذه المرة إلى «يونغ سان سوكيي» (Aung San suu Kyi)، دون تحديد بالاسم سواء لإيران أو برمانيا... .
عند آخر النهار، أشرف على اجتماع لهيئة الأمن القومي وهو الخامس خلال أسبوعين، حيث تم التطرق للمسألة الأفغانية بعد أن شكل الموضوع الباكستاني محور لقاء الأربعاء. ولن تنتهي سلسلة اجتماعاهم، يتحدث بهذا الصدد ناطقه الرسمي «روبير جيبس» (Robert Gibbs). تحديد القرار، يتطلب «بضعة أسابيع». سيلتقط اليسار بشكل وافر التزامن : «رئيس يقود حربان في عمق العالم الإسلامي، لا يستحق نوبل، خاصة إذا فكر في التصعيد» يعقب، التقدمي «دافيد سيروتا» (David Sirota) .
لم ينس الصقور تشجيعه للديبلوماسية «السلمية». والمشرفون على نوبل المتحمسون لهذا الجانب، لا يحظون والأمم المتحدة بأي تقدير من قبل هؤلاء. وسنلاحظ، انبثاقا ثانيا للتقليد الذي يرتاب في الأوروبيين وهم يبحثون عن «خصي» أمريكا حسب تعبير «روش لامبوغ» (Rush limbaugh) المبشر بالحرب والمنتمي لليمين الشعبي، ثم يضيف مستهزئا : «لا يعتبر أوباما فقط أول رئيس لما بعد العنصرية، لكن أيضا وما بعد الاكتمال. لقد تضخم رأسه كثيرا فانسجم الآن مع أذنيه».
باستثناء، موقف منافسه السابق «جون ماكين» (John Mccain) والذي أكد بأن الأمريكيين شعروا ب «الافتخار» مع هذا التتويج، انتقد الجمهوريون الجائزة والجهة المانحة. يستحضر في هذا الإطار، السيناتور «أورين هاتش» (Orrin Hatch) عدم حصول «رونالد ريغان» (Roland Reagan) على استحقاق كهذا : «مع العلم أنه الرجل الذي أنهى الحرب الباردة». «إذا أراد الأوروبيون القيام بشيء ما، فعليهم التوقف عن إرسال وحدات عسكرية إلى أفغانستان» ؟ يتساءل إيرون دافيد ميلر» (Aeron David Miller)، المختص في قضايا الشرق الأدنى.
أظهر قرارالجائزة كذلك، الهوة، بين من يظن عدم نجاحه في معالجة أي ملف، ثم الذين يرون فيه تغيرا جذريا.
المستشار الديبلوماسي السابق للرئيس «جيمي كارتر» (Jimmy Carter) اعتبر بأنه خلال ظرف لم يتجاوز سنة واحدة، عمل باراك أوباما على : «إعادة صياغة العلاقات بين أمريكا وباقي العالم»، «وبشكل جلي، رمم صورة أمريكا»، «لقد تقدم بسلسلة وعود، قصد إيجاد حل لبعض النزاعات بطريقة غير أحادية الجانب». وإلزام أمريكا بالانكباب على أهداف «سامية» مثل تقليص الأسلحة النووية «إنه إنجاز ضخم»، يتحدث للقناة (PBS). ففي تقديره، منحت نوبل «شرعية دولية» لسياسته.
أيضا، «وولتر روسيل ميد» (Walter Russell Mead)، باحث آخر بمجلس العلاقات الخارجية. فيظن بأن نوبل كشفت عن «الدور المتميز» الذي لعبته دائما الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيل البرنامج الدولي : «بدا بأن أوباما، فقد ديناميته بعد القرار المتعلق بالألعاب الأولمبية، لكنه من جديد سطع كنجم أكثر تلألأ وسط سماء السياسة».
II خطاب أوباما
ها هي الفقرات الأساسية، لخطاب الرئيس أوباما، بعد تأكيد نبأ فوزه بنوبل للسلام، يوم الجمعة 9 أكتوبر : «ما هكذا اعتقدت بأنني سأستيقظ هاته الصبيحة ! لقد علمت بالخبر من قبل «ماليا» (Malia) (ابنته البكر)، حيث أسرعت نحوي قائلة :
«بابا، لقد فُزْتَ بنوبل للسلام. واليوم أيضا ذكرى ولادة «بو Bo»! (كلب أسرة أوباما)». بعدها، أضافت «شاسا» (Sacha) «ابنته الصغرى»:
«ثم إن نهاية الأسبوع القادم، يتضمن ثلاثة أيام».
جميل إذن، التوفر على أبناء لاستشراف الأشياء. لقد تلقيت قرار نوبل بدهشة وتواضع عميق. لنوضح الأمر : لا أنظر إلى هذه [الجائزة] كتقدير لخصائصي الذاتية، لكن بالأحرى مثل تأثير أمريكي يخدم طموحات أفراد كل البلدان. وللحقيقة، لا أشعر بأنني أستحق التواجد إلى جوار شخصيات غيروا حقبتهم، وبالتالي حصلوا على الجائزة. أعرف، بأنه في مسار التاريخ، لم توظف فقط جائزة نوبل للسلام للاحتفال بالنجاحات النوعية، لكنها شكلت أيضا أداة تضفي حيوية على مجموعة قضايا. لهذا السبب، أقبلها كدعوة للفعل، موجهة لكل البلدان من أجل الوقوف جميعا أمام تحديات القرن 21 . لا يمكننا تحمل عالم تنتشر داخله الأسلحة النووية في أكثر من بلد، فالمحرقة النووية تضع الناس بشكل مضاعف بين أحضان الخطر. كذلك، لا يمكننا أن نقبل التهديد المتزايد كما هو الحال مع التغير المناخي (...). لذا، على كل البلدان الإقرار من الآن، بمسؤوليتها واستبدال الكيفية التي تستثمر بها الطاقة. علينا جميعا، القيام بدورنا لفض النزاعات والتي تسببت منذ فترة بعيدة في آلام وصعوبات جمة. هذا المجهود، من الواجب أن ينطوي على انخراط لا يتصدع، حتى نجسد أخيرا حقوق كل الإسرائيليين والفلسطينيين، من أجل العيش بسلام وطمأنينة في بلديهما. أنا، القائد العام لدولة تقع على كاهلها مسؤولية إنهاء حرب، والعمل داخل مسرح [نزاعي] آخر بهدف القضاء على خصم عديم الإحساس، يهدد مباشرة الأمريكيين وحلفائنا. لا تتضمن هاته الجائزة فقط تثمينا لمجهودات إرادتي (لكن أيضا) المساعي الشجاعة لأشخاص، ينتمون للعالم قاطبة».
III كواليس تعيين، قطع مع التقليد
كل الخبراء النرويجيين، فاجأهم إعلان تتويج أوباما بنوبل 2009 . كما رأى أغلبهم، في النتيجة بصمة للسيد «توربجورن جغلاند» (Thorbjorn Jagland) الرئيس الجديد للجنة نوبل، المنتخب حديثا لهذا المركز، فلا شخص يعرف من اختار الرئيس الأمريكي : « لكن أيضا أتذكر منذ فترة بعيدة، هذا التمييز الدائم لكل رؤساء أمريكا» يفسر بهذا الصدد «جون إيجلاند» (jan Egeland) مدير المعهد النرويجي للسياسة الخارجية.
بالنسبة لانتقاء أوباما، حيث يصفه هؤلاء الخبراء النرويجيون ب «الجرأة» و«المجازفة»، فقد أخذت لجنة نوبل بعين الاعتبار، إعلان الرئيس الأمريكي تخليه عن مشروع الدرع المضاد للصواريخ في تشيكوسلوفاكيا وبولونيا، والذي شكل موضوع تشنج بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ثم دعوته للحوار مع العالم الإسلامي، ومقاربته الجديدة للتغير المناخي، وكذا إعادة توجيهه الجذري للسياسة الخارجية الأمريكية، فأصبحت تتسم الآن بالانفتاح : «لكن ما حتم أساسا اتخاذ القرار، بناء على ما أخبرني به رئيس لجنة نوبل، هو تبنيه يوم 24 شتنبر بالأمم المتحدة، للقرار المعلق بتنفيذ سياسة نزع السلاح النووي في العالم»، يبيح بالسر «جان إيجلاند» (Jan Egeland) .
وهو ما يفسر على وجه الاحتمال، حكم اللجنة الذي أصدرته في آخر لحظة : «تحدد القرار النهائي يوم الجمعة الأخير الموافق ل 2 أكتوبر. فقد تأخر الأمر، خلافا للمعتاد» يشير، «كريستيان بيرغ هاربفيكن» (Kristian Berg Harpviken)، مدير المعهد الدولي للبحث في السلام. ويضيف : «عموما، تقرر فوز أوباما أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل إعلان الخبر».
عدد معين من المؤسسات، كالبرلمانات الوطنية وشخصيات متوَّجة سابقا بنوبل، بوسعها تقديم مرشح. هاته السنة، شكل موعد 1 يناير آخر أجل لوضع ملفات الترشيحات، بمعنى لم تمر إلا 11 يوما على وصول باراك أوباما إلى السلطة. لكن، النرويجيون الخمسة أعضاء لجنة نوبل، يمتلكون حق إضافة أسابيع أخرى إلى غاية اجتماعهم الأول المنعقد نهاية شهري فبراير، قصد إعطاء الفرصة لشخصيات أخرى : (في كل الأحوال، أثناء تلك الفترة، لم يتجه تفكير أي أحد نحو باراك أوباما) : يحكي «نيلز بوتنشون» (Nils Butenschon) مدير المركز النرويجي لحقوق الإنسان.
تحيط بحيثيات التعيين سرية تامة، وأرشيفات نوبل تظل في طي الكتمان طيلة خمسين سنة. لكن، مع حالة الرئيس الأمريكي، فمن الواضح أن اختياره تبلور مع بداية شهر فبراير، وارتكز فقط على وعود الحملة الانتخابية التي تضمنت تصريحات حول نزع السلاح النووي ثم إيران والحوار مع المسلمين ثم دبلوماسيته المتعددة الفرقاء.
لهذا السبب، فإن نوبل 2009 قطعت مع التقليد السائد المكافئ بالطبع لسياق متواصل : (تؤسس هذه القطيعة مسارا جديدا، سيتكرس منطقيا مع العضوين الجديدين في اللجنة. من الحتمي أيضا، التخمين في أن أكثر الاثنين تأثيرا، هو الرئيس الجديد للجنة السيد «توربجورن جاغلاند» (Thorbjorn Jagland) . فمن يعرف شخصيته وسعيه إلى النفوذ، سيظهر له ذلك مستساغا) يؤكد «كريستيان بيرغ هاربفيكن» (Kristian Berg Harpviken).
أما الكاتب «جون أريلد سنوين» (Jan Arild Snoen)، فيعتقد بدوره، أنه بدون رئيس اللجنة «جاغلاند» (Jagland) :»لن يكون بالطبع أوباما فائزا». قضية تناسب سياسي ورؤية مشتركة بخصوص «سلطة الكلمات». نفس الصدى يردده «نيلز بوتنشون» (Nils Butenschon) : « أظن بأن هذا الاختيار، أوحي به «جاغلاند» (Jagland) ، فهو من فرض نتيجة أوباما».
السيد «جاغلاند» (Jagland)، انتخب مؤخرا سكرتيرا عاما للمجلس الأوروبي، وهو وزير أول عمالي سابق إلى جانب ترأسه للأممية الاشتراكية وقريب سياسيا من الرئيس الأمريكي. يقول «نيلز بوتشون» (Nils Butenschon) : «أعرف جيدا السيد «جاغلاند» (Jagland)، فهو يسعى إلى أثر حاسم على المستوى الدولي وأن يفرض طابعه على لجنة نوبل. انحيازه إلى أوباما، يمثل موقفا رمزيا. بينما، لو احتفظ الرئيس السابق لهيئة نوبل بموقفه، فسيرفض حتما منح الجائزة لأوباما».
IV مقدار الجائزة
أخبر البيت الأبيض، بأن الرئيس باراك أوباما، سيقدم إلى مؤسسة أو مؤسسات خيرية شيكا بمبلغ 1,4 مليون دولار (ما يعادل 950000 أورو) أي قيمة المبلغ المالي الذي تخصصه مكافأة نوبل، إضافة إلى شهادة ووسام. الفائز الفلندي السابق «Marti oiva Kalevi Ahtisaari»، وضع المنحة المالية رهن إشارة جمعيات تدافع عن السلام. وفي السنة الماضية، أسرع نائب الرئيس كلينتون ألغور Al Gore، للتبرع بمال نوبل إلى جمعية.
V الإعلان عن تتويج أوباما، فاجأ العالم وخلق ردود فعل متناقضة
القرار المفاجئ للجنة نوبل، والمتمثل في إعطاء جائزة السلام إلى الرئيس الأمريكي، خلق سلسلة ردود فعل عبر العالم تتصف بالحماس والمديح، لكن توازيها كذلك انتقادات مختلفة :
محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية (الفائز بنوبل سنة 2005)، يقول «لا أحد اليوم أفضل من أوباما، يستحق هذا التقدير. فخلال، أقل من سنة على بداية وظيفته غيَّر الطريقة التي ننظر بها إلى بعضنا البعض، وكذا العالم». أما «جوزي مانويل باروزو (José Manuel Barroso)، رئيس المجلس الأوروبي، فقد أشار إلى أن منح هذه الجائزة : «تشريف للآمال التي أحياها في إطار رؤيته لعالم مجرد من الأسلحة النووية»، كذلك، السكرتير العام للأمم المتحدة «بان كي مون»
(Ban ki-Moon)، أشاد بما فعلته لجنة نوبل، الشيء الذي يعكس : «فكرا حواريا جديدا». المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركيل» (Angela Merkel)، دعت إلى ضرورة «العمل أكثر» لكن «نافذة للممكن قد انفتحت». الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» (Nicolas Sarkozy) أعرب عن «اقتناعه بأن كل واحد في العالم بإمكانه، إبداء استعداد قوي للتعاون مع السيد أوباما».
وفي منطقة الشرق الأوسط، وجد موقف لجنة نوبل ترحيبا لدى عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فهو : «سعيد جدا». أما، صائب عريقات كبير المفاوضين داخل السلطة الفلسطينية، فقد صرح : «نتمنى أن يكون أوباما عند مستوى تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس». حميد كرازي، الرئيس الأفغالي، اعتبر بدوره أن اللجنة ميزت «الشخص الأفضل». في حين، انتقد طالبان ذلك : «حينما حل أوباما مكان الرئيس بوش، ظن الشعب الأفغاني بأنه لن يتبع نفس خطاه. لكن، للأسف، ذهب أبعد منه». يصرح «حبيب الله مجاهد» الناطق الرسمي باسم حركة طالبان. في السياق ذاته، كشف المناضل الحقوقي المصري «هشام قاسم» عن «صدمته» لأن أوباما «لم ينجز» قط أي شيء.
في إيران، اتصفت ردود الفعل بالحذر: «إذا كان الحصول على هذه الجائزة، يدفع نحو التخلص من سياسة الإدارات الأمريكية السابقة الداعية إلى الحرب ونظام أحادية القطب، ثم خلق مقاربة قائمة على السلام، فإننا لا نعترض». يتحدث بهذا الخصوص الوزير الإيراني للشؤون الخارجية، لكن مع ذلك، اختيار أوباما تم «بكيفية متسرعة» والجائزة «سابقة لأوانها» ، «نطمح بأن يحث هذا، على اتباع المسار الذي يقود إلى العدالة في العالم»، كما ذكر في وقت سابق مستشار الرئيس محمود أحمدي نجاد.
من بين الذين حظوا فيما مضى بنوبل نجد «ليش فاليسا» (Lech walesa) (1983)، ويعتقد بأن انتقاء أوباما موقف متعجل : (من، أوباما ؟ القرار سريع ؟ سريع جدا !). كذلك، الأرجنتيني «أدولفو بيريز إيسكيفل»
(Adolfo Perez Esquivel)، (نوبل 1980)، لم يتردد في إبداء «دهشته» ما دام أن أوباما مسؤول عن دولة تعتبر «الأكثر عدوانية في العالم».
VI استغراب وحيرة داخل إسرائيل وفلسطين
بعد الولايات المتحدة الأمريكية، نستحضر بلا شك إسرائيل باعتبارها البلد المنذهل جدا أمام فوز أوباما بنوبل للسلام. دهشة الإسرائيليين، ترددت كذلك عند الفلسطينيين. إنه قرار «غريب»، هكذا وصفه يوم 9 أكتوبر، «روفين ريفلان» (Reuven Rivlin) رئيس الكنيست وعضو حزب الليكود بزعامة الوزير الأول الإسرائيلي «بينيامين نتنياهو» ولا يمكن أن يشكل امتيازا بينما «جورج ميتشيل» (George Mitchell) المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط يتواجد بالقدس في أفق إحياء عملية السلام مع انعدام أية نتيجة، الشيء الذي يطعن في مصداقية رئيس البيت الأبيض بالمنطقة.
رسميا، ينشغل الجانبان بحيازة الرضى الأمريكي، قد استُهلك المدى الديبلوماسي. رسالة إلى أومابا، بعث بها «شيمون بيريز»، الحاصل على نوبل للسلام سنة 1994، تضمنت ما يلي:
(تحقق للإنسانية جمعاء أمل جديد تحت قيادتكم، فقد أصبح السلام أولانية حقيقية). نفس النبرة، نقف عليها عند «نتنياهو» : (لقد ألهمتم قبل ذلك، إلى حد كبير الأشخاص على امتداد العالم، وأعرف بأن هذه المكافأة تعكس أيضا الأمل، حيث أعلنتم سيادة الرئيس عن مسار جديد للسلام والتصالح).
من جهتها أيضا، أفصحت السلطة الفلسطينية، عن موقفها، ولو أن رئيسها محمود عباس بدا أكثر سياسية، وهو يتمنى : «انتصار السلام في فلسطين والمنطقة تحت قياد أوباما، بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية». وحدها، حماس صرخت بأن الملك لازال شيئا ما عاريا، فالرئيس الأمريكي: «يلزمه الكثير، كي يستحق نوبل»، تعتقد حركة المقاومة الإسلامية: « فأوباما لم يقدم أي شيء للفلسطينيين غير وعود ونوايا طيبة. في نفس الوقت يدعم كليا المحتل الإسرائيلي».
لم يظهر أي منفذ مع زيارة «ميتشيل» (Mitchell)، والتي تتزامن مع تصاعد للتوتر في القدس، فقد انتشر يوم الجمعة آلاف رجال الشرطة والجيش من أجل استتباب الأمن. البلد بأكمله، «سادته حالة استنفار حادة».
VII حوار مع ستيفان هولمس Stephen Holmes، أستاذ القانون ومدير مركز «الحق والأمن» بجامعة نيويورك
1 * هل فاجأتكم نوبل للسلام 2009 ؟
إنه وضع مضحك، أن تعطى جائزة نوبل المخصصة للسلام إلى بارك أوباما، كي لا يكون جورج بوش. وقبله، ثلاثة رؤساء أمريكيين، أحرزوا عليها. «تيودور روزفلت» (Theodore Roosevelt) سنة 1905 نظرا لعمله من أجل السلام بين اليابان وروسيا. ثم، «وودرو ويلسون» (Woodrow wilson) لأنه خلق مجتمع الأمم. وأخيرا، «جيمي كارتر» (Jimmy Carter) نظرا لدوره في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر. حاليا، تمنح نوبل إلى رئيس حسب ما يجب القيام به. الأوروبيون يظنون بأنه سيستجيب لانتظاراتهم، لكنهم واهمون : على مستوى السياسة العالمية، يتقيد أوباما بفكرة هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية.
2 تعبرون عن انتقاد حاد ؟
= لا، وصوله إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية يمثل ظاهرة جوهرية، جانب من الرأي العام يعتبر، أن أمريكا لن تظل هي أمريكا، إذا انتهت سيطرة البيض عليها. أبرز أوباما إمكانية أن تحافظ أمريكا على هويتها وهي تحترم كليا التطور الديمغرافي، انتخابه للرئاسة، صالح بين الديموقراطية والديموغرافية. فلا شي غير هذا يعطيه جدارة الفوز بكل الجوائز. لكن، على الصعيد الدولي، فإن فهمه محدود.
3 كيف تفسرون تضليلات إدارته فيما يتعلق بإغلاق غوانتنامو، مقابل الإبقاء على سجن باغرام في أفغانستان ؟
= إنها ليست الموضوعات الوحيدة التي يدافع بها عن إرث جورج بوش. وزيره في العدل» «إيريك هولدر Eric Holder ، أشار إلى أنه في حالة القيام بالدعوى المدنية فسيدافع عن الذين رخصوا لغوانتنامو والتعذيب، مما يعني عدم ملاحقتهم أبدا. أيضا، بالنسبة ل «بوينغ» Boeing مثلا. ينص قانون أمريكي على عدم عقد اتفاق مع الحكومة لارتكاب فعل غير مشروع. وظف بوش وآخرين قبله (النظرية السرية للدولة) للالتفاف على القانون. حتى، مع وضعية الاعتقالات السرية بالخارج من الضروري مقاضاة بوينغ «Boeing». يمسك أوباما بالمذهب السري للدولة. إدارته تراوغ. ربما، بعض الحالات ستحاكم أخيرا، غير أن أوباما ليس بطلا بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان.
4 كيف تقيّمون موقفه من الأحداث الراهنة في إيران ؟
= فيما يخص التحدث إلى العدو، فقد توفر أوباما على أغلبية الرأي العام. أجريت الانتخابات الإيرانية والتي برهنت عن استخفاف السلطة بحقوق الإنسان ولا شرعيتها. انطلاقا من هنا، ظهر أوباما مرتبكا. وكذلك، كانت المنظمات الحقوقية : فقد انتقدوا التفاعل الضعيف لأوباما بخصوص تصرفات النظام الإيراني دون إعادة الاستفسار في سلوكه الديبلوماسي.
5 كيف تؤولون الموقف الأمريكي اتجاه تقرير غولدستون حول الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على غزة ؟
يستعصي علي الفهم. حاليا، يقول الإسرائيليون خارج الدوائر العمومية: «ربما ما قمنا به في غزة لم يكن جميلا جدا. لكنه، أتى أكله، فقد توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ». رؤية ميكيافيلية، تبرر كل جريمة حرب بناء على دليل الفعالية. أعتقد، بأن أوباما، لا يفهم قط كيف يشتغل مثلا «نتنياهو» أو «بوتين». خلاصة ثمانية أشهر من مسلسل السلام تعتبر سيئة، لدينا الانطباع بأنها إدارة مترددة، لا تتكلم بوضوح على المدى البعيد. الشيء ذاته، بالنسبة للاستراتيجية في أفغانستان وباكستان.
6 بخصوص الصين، هذه الإدارة لا تقف عند حدود الثرثرة... ؟
= الأمريكيون يهتمون شيئا ما بهاته المسألة، نتيجة انشغالهم بتحول الصين إلى قوة اقتصادية. مع حكاية غوانتامو وعمليات الترحال السرية للسجناء والتعذيب، فإن الصينيين يبتهجون. وإذا لم تتم معالجة الأمر، فماذا بوسع الإدارة الأمريكية أن تعاتبه على الصين، دون أن تتعرض بدورها على الفور لإطلاق النار؟ الصمت الأمريكي، تفسره أيضا الثقة المتزايدة في الدور الصيني لفض النزاعات بإيران وأفغانستان وباكستان. غير، أن الصين تسعى فقط إلى تقوية مواقعها داخل السلطات الدولية الكبرى. فالآن توجد رافعة للضغط على حقوق الإنسان. من المؤسف أن تتخلى واشنطن عن ذلك.
7 لو كنتم في لجنة نوبل، هل سترفضون منح أوباما جائزة نوبل للسلام ؟
= نمنح المرآة لشخص كي يتملى ذاته، وهو لم يحقق بعد أي إنجاز يذكر. كل شيء سهل بالنسبة إليه، جائزة نوبل تبعت هاته الإشارة بأن أوباما خلق عالما من الوهم، حيث الكلمة تكتفي بذاتها. وإذا لم ينجح في التطرق إلى القضايا الصعبة، سيصبح عائقا أمام الأوهام التي خلقها.
VIII المرشحان اللذان استبعدا
من إقرار أوسلو ؟
أ من بين أكثر المؤهلين للظفر بنوبل، نستحضر «الهيئة الروسية للدفاع عن حقوق الإنسان التّذكارية، تأسست سنة 1988، وتعيش تحت وطأة عداوة سلطات موسكو. هكذا احتجزت أرشيفات المنظمة الحقوقية سنة 2008 والتي فضحت الاعتداءات على حقوق الإنسان بالشيشان، وهي المنطقة التي ستغتال فيها يوم 15 يوليوز 2009 «نتاليا إيستيميروفا( Natalia Estemirova) إحدى محققات المنظمة الروسية، وقد وجّه المشرف عليها «أوليغ أورلوف» (Oleg orlov)، التهمة إلى الرئيس الشيشاني «رامزان قاديروف» Ramzan kadyrov))، الذي أدان بدوره يوم 6 أكتوبر، تشنيع أورلوف (Orlov) ومنظمته.
ب في هذا المقام أيضا، يقفز إلى الذهن المعارض الصيني «هو جي» (Hu jia)، وهو من رموز الدفاع عن قضية البيئة ومقاومة مرض السيدا. يبلغ من العمر 36 سنة، ويعتبر منسقا فعالا لحركة «المحامين الحفاة»، التي تناضل ضد الظلم بناء على القوانين الموجودة، حُكم عليه يوم 3 أبريل 2009 بثلاث سنوات ونصف سجنا، بمبرر «التحريض على زعزعة استقرار الدولة والنظام الاشتراكي». حاز سنة 2008، على جائزة «ساخاروف» (Sakharov) لحرية الفكر وقد سلمها له البرلمان الأوروبي.
1- عن جريدة لوموند، بتصرف -الملف الذي سبق أن خصصته سابقا لفوز أوباما بنوبل للسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.