نيقوسيا (ا ف ب) – راوحت ردود فعل الصحف في منطقة الشرق الاوسط السبت على فوز الرئيس الاميركي باراك اوباما بجائزة نوبل بين مرحب ومنتقد، بيد انها اجمعت على الامل في ان تمنحه هذه الجائزة دافعا لبذل جهد اكبر لتحقيق السلام في المنطقة. فصحيفة “المصري اليوم” المصرية اعتبرت ان منح اوباما جائزة نوبل للسلام “قرار به درجة كبيرة من التسرع”. وكتبت الصحيفة “رغم حداثة عهده في حكم الولاياتالمتحدة، وتعثره الواضح في تنفيذ اول وعد رئاسي له باغلاق معتقل غونتانامو المشين لاميركا (...) ورغم فشله في اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط (...) ورغم ان بلاده ما زالت في عهده تخوض حربا في العراق واخرى في افغانستان (...) ورغم ان اعداد القتلى المدنيين الافغان والباكستانيين في ارتفاع (...) رغم كل ذلك فاز الرئيس الاميركي باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام”. اما صحيفة “الدستور” فاعتبرت ان فوز الرئيس الاميركي بالجائزة هو “احط انواع النفاق السياسي”. وسألت “ماذا فعل ليحصل عليها؟”، مؤكدة ان الرئيس الاميركي “لا يزال غارقا في وحل العراق، ويقتل العشرات يوميا في افغانستان ويحمي مجرمي الحرب في اسرائيل ويعجز عن اغلاق غوانتانامو”. واضافت ان نيل اوباما جائزة نوبل للسلام “هو بمثابة اصدار صك براءة لادارته من استمرار امتلاك اسرائيل ترسانة هائلة من الاسلحة النووية تؤرق امن العرب وغيرهم من شعوب المنطقة”. اما في بيروت فعنونت صحيفة الاخبار “نوبل للسلام في بدايات عهده: تكبيل اوباما!”. وكتبت الصحيفة “تسعة اشهر على توليه مقاليد السلطة في اكبر بلد في العالم كانت كافية لنيل باراك اوباما جائزة نوبل للسلام، لكن +على ماذا؟+. فالرئيس اليافع لم يحقق بعد اي انجاز سوى وعود التغيير الكثيرة التي اخذت بها جائزة نوبل باعتبارها +رؤية+ للعالم ومنحته الجائزة في محاولة لتكبيل يديه كي لا يحيد عنها من بداية ولايته”. وتساءلت الصحيفة “هل ينطبق وصف السلام على رئيس لا يزال يقود حربا في افغانستان، ويبحث في توسيعها؟”. بدورها عنونت صحيفة السفير “مفاجأة نوبل: جائزة السلام لاوباما...على ماذا؟”. وكتب احد معلقي الصحيفة “كان اختيار الرئيس الاميركي باراك اوباما مثيرا للدهشة، بل والسخرية ايضا”. واضاف “ليس هناك منطق لما اعلنته اللجنة عن سبب اختيارها اوباما الذي رشح في الاول من شباط/فبراير الماضي، اي بعد اقل من اسبوعين على تسلمه الرئاسة: هو موقف بمفعول رجعي من سلفه الرئيس جورج بوش، الذي هز الامن والسلم العالميين بحروبه العسكرية وحملاته السياسية”. وتابع المعلق “هو موقف بمفعول مسبق من الرئيس الاميركي الحالي الذي يبدو للجمهور في مختلف انحاء العالم انه يتمتع بنبوغ مبكر، مع ان الواقع الدولي لا يشهد حتى الآن على مثل هذه الميزة، ومع ان العالم الاسلامي لا يستطيع ان يقدم مثل هذه الشهادة بأوباما(...) وان كان هناك كثيرون وبينهم لجنة نوبل نفسها يصرون على التفاؤل بالرجل وعلى الحاجة الى تشجيعه على المضي قدما في جدول اعمال لا يختلف في الجوهر عن جدول اعمال بوش، بل في الشكل فقط”. اما في الامارات فكتبت صحيفة “الخليج” في افتتاحيتها “لقد اعطيت جائزة نوبل للسلام في السابق لمن لا يستحقها والآن تعطى كجائزة تشجيعية للرئيس الاميركي لقاء وعوده ونواياه على امل ان تكون الجائزة حافزا له للمضي في طريق السلام”. من جهتها، اعتبرت صحيفة “البيان” ان “منح الجائزة لاوباما يعتبر دفعة معنوية كبيرة بلا شك لسيد البيت الابيض الذي سيترقب العالم باكمله سياساته في الشهور المقبلة عل +نوبل للسلام+ تنعكس ايجابا على علاقات واشنطن المتعثرة بغير عاصمة في العالم”. اما صحيفة الجزيرة فعنونت “مبروك اوباما”، معتبرة ان “رفع الظلم عن هؤلاء (معتقلي غوانتانامو) والعمل على اغلاق هذا المعتقل الذي سيظل وصمة عار في تاريخ البشرية وقبل ذلك في تاريخ اميركا، وحده كاف لمنح ابي حسين جائزة نوبل للسلام وان كنا نرى ان الوقت لا يزال مبكرا لتكريم اوباما لان التركة التي ورثها من (سلفه جورج) بوش كبيرة وتحتاج الى جهود كثيرة”. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول “اذا ما حقق ابو حسين كل الوعود التي اطلقها في حملته الانتخابية او بعد انتخابه، فسوف نحتاج الى جوائز عديدة لمنحه اياها خصوصا اذا ما استطاع ان ينجز وعده بتحقيق تسوية سلمية في الشرق الاوسط تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة”. وفي طهران اعتبرت صحيفة +اعتماد+ احدى اكبر الصحف الاصلاحية ان فوز اوباما بجائزة نوبل للسلام سببه قراره البدء بحوار غير مشروط مع ايران. وكتبت الصحيفة “منذ البداية، شدد (اوباما) على اجراء حوار (...) مباشر من دون شروط مسبقة مع ايران بعد ثلاثين عاما. لقد فاز بالجائزة لانه عرض حوارا مباشرا من دون شروط مسبقة”. وكانت لجنة جائزة نوبل للسلام النروجية اعلنت الجمعة منح الرئيس اوباما الجائزة “لجهوده الاستثنائية بهدف تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب”.