دفعت السلطات الفرنسية بعدد من جنودها العاملين بموريتانيا إلى ساحة المواجهة بين الجيش الموريتاني وعناصر تنظيم القاعدة، كما عززت نواكشوط من قواتها المشاركة في القتال على الأراضي المالية، وفق ما ذكرته وكالة "الاخبار" الموريتانية. وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة فإن ثلاث طائرات عسكرية فرنسية حطت البارحة في مطار النعمة الدولي تحمل عددا من الجنود الفرنسيين العاملين بموريتانيا. وقال المصدر إن الجنود توجهوا فجرا إلى المنطقة الحدودية حيث تتوقع نواكشوط استمرار المعارك مع عناصر التنظيم خلال الأيام القادمة بعد تورطها في حرب رمال متحركة بصحراء مالي. وعند معبر مدينة النعمة الجبلي (شرق المقاطعة) قال مصدر موثوق لوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة إن ثلاثين سيارة عسكرية عبرت المنطقة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم متوجهة إلى المنطقة الحدودية لتعزيز الوحدات العاملة عليها بعيد معارك الجمعة الضارية. وفي المركز الصحي بمدينة النعمة بدت الحركة عادية وغاب الجديد عن أروقته باستثناء عدد من المصابين بمرض الملاريا، غير أن مصادر بالغة الإطلاع رجحت نقل شهداء الجيش وجرحاه عبر الأجواء المالية عن طريق طائرات أرسلت للغرض ذاته من قبل الحكومة الموريتانية وسط توقعات بوصول الجثامين والجرحى للعاصمة نواكشوط خلال ساعات بعيد إخلاء الجميع من ساحة المعركة. وفي المناطق الحدودية باتت حركة المدنيين مشلولة بالكامل بعد أن أغلقت الحدود البرية مع جمهورية مالي ،وقال مصدر مطلع للأخبار إن قائد أركان الجيش المساعد وعدد من كبار الضباط وصلوا إلي المنطقة للإشراف على العملية التي تمت بتنسيق كامل بين نواكشوط وباريس. ولم تعلن نواكشوط بشكل واضح أهداف العملية الأعنف منذ مواجهات "تورين" الدامية شمال البلاد، غير أن ضغطا فرنسيا مورس علي الحكومة الموريتانية للتحرك ضد القاعدة بعيد تورط الأخيرة في أعمال معادية للفرنسيين بالمنطقة كما تقول الأوساط السياسية والأمنية. والتزمت قيادة الجيش الموريتاني الصمت تجاه العملية غير أن بيان وزارة الدفاع أكتفي بذكر عدد شهداء الجيش وقتلي القاعدة دون الخوض في تفاصيل العملية ولا أسماء الجنود الضحايا، ولا الأوضاع الميدانية التي عاشها الجنود العاملون ضمن قوات مكافحة الإرهاب. وتعيش مئات العائلات قلقا متزايدا بسبب الغموض الذي التزمته المؤسسة العسكرية تجاه أسماء الضحايا وسط مخاوف انتابت عددا من الأسر ممن يعمل أبنائها على الحدود الموريتانية المالية.