جدّد وزير الاتصال الجزائري ناصر مهل رفض حكومة بلاده فتح المجال أمام إنشاء قنوات تلفزيونية خاصة مثلما تطالب المعارضة، معتبرا أن الوضع الحالي في بلاده لم "ينضج" بعد لفتح هذا المجال الحساس. وذكر موقع الجزائر 24 نقلا عن إذاعة الجزائر الحكومية عن مهل قوله إن فتح المجال أمام القنوات التلفزيونية الخاصة "سيتم في وقته وليس الآن" من دون أن يحدد تاريخا لذلك. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رفض فتح هذا المجال بداعي أن ذلك سيشكل خطرا على وحدة وسلامة البلاد. وكانت الجزائر قررت عام 1990 فتح المجال أمام الصحافة المستقلة، وهي الآن تشكل العمود الفقري للصحافة الجزائرية. وتخشى الحكومة الجزائرية من أن يؤدي تحرير المجال السمعي البصري إلى نفس النتيجة، وهي تعمل حاليا على إنشاء قنوات عمومية متنوعة ضمن مجمع تلفزيوني تملكه الدولة، بينما لا يزيد عدد القنوات الحكومية الحالية عن ثلاث قنوات. وانتقدت الصحف الجزائرية المستقلة بشدة رفض الحكومة فتح هذا المجال في ظل الأزمة الكروية الأخيرة بين الجزائر ومصر، ووجد المسؤولون الجزائريون أنفسهم في حرج كبير أمام زخم القنوات المصرية الكثيرة التي تناولت الأزمة بإسهاب وبدون حدود، مقابل غياب القنوات الحكومية الثلاثة وتولي صحيفتين مستقلتين "الخبر"و"الشروق اليومي" الدفاع عن الموقف الجزائري في هذه الأزمة. وتساءلت الصحف والكثير من المتتبعين عن غياب حتى قناة رياضية تعنى بالشأن الرياضي فحسب، مرجعين ذلك إلى أن الحكومات الجزائرية المتعاقبة لا تزال تخاف من الصوت والصورة. وأعلن مهل أمام نواب البرلمان عن أن الحكومة تخطط لإنشاء 48 قناة تلفزيونية "عمومية" في إطار التلفزيون الرقمي الأرضي، وذلك في السنوات الأربع المقبلة. من دون ان يفصّل كيفية بلوغ ذلك.