خرج المفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي عن صمته، وتحدث للصحافة، وذلك في لقاء انفرادي حققته مجلة " زمان" الشهرية الناطقة بالفرنسية،وأطلق فيه عدة تصريحات جديرة بالاهتمام. ولأهمية الحوار اقتبست منه يومية " الاتحاد الاشتراكي" بعض الفقرات المختارة، في عددها الصادر اليوم، على امتداد صفحتي كاملتين، مع الإشارة إليه في أعلى الصفحة الأولى. حول سؤال عن المغرب العربي، أوضح العروي، "أن وحدة المغرب العربي لاتجد أسبابها في الجغرافيا، ولا في التاريخ. هذه إمكانية ، هذا طرح من بين طروحات أخرى. فالوحدة لاتصبح هدفا معقولا إلا إذا اقتنع القادة والشعوب بفائدتها لعيشهم أولا، ولرفاههم ثانيا". وأضاف قائلا، بعد استعراضه لمحطات من التاريخ، " للعودة إلى العصر الحالي، نجد أن إعادة رسم المجال المغاربي، في رأيي هي إحدى الصعوبات التي نواجهها اليوم". ولاحظ العروي في سياق أجوبته، كما قدمتها يومية " الاتحاد الاشتراكي"، نقلا عن مجلة " زمان"،"أننا نرى اليوم معلقين يدعون التخصص في عدد من الفضائيات، يتحدثون من عواصم أوروبية، يعتبرون أن المغرب العربي وحدة قائمة". وفي أول رد فعل من نوعه، على بناء المغرب الكبير، قال إن هناك " خطرا بالنسبة لنا كمغاربة، أن نذوب مكاسبنا في المغرب الموحد الذي يطلبه الكثيرون، بدون أن يروا عواقبه"، وهي "العواقب التي قد تؤدي إلى نوع " من التنميط في مستوى واحد من الأسفل". ولكي يوضح موقفه أكثر، أردف العروي قائلا:"لست ضد المغر ب الكبير،،لكن أرى أن من كوابح المغرب الكبير، أن خطابات الوحدة الوحيدة تأتي من المغرب، ولايجب أن ننسى أن بين المغرب والجزائر 30 سنة من سوء الفهم، وليس بين الدولتين فقط بقل حتى المجتمعين". واعتبر العروي الحركات الشبابية والنسائية والإسلاموية الحالية، التي يشهدها المغرب الكبير، ماهي إلا " رد فعل على مواعيد ضائعة، ولاسيما موعد الدمقرطة التي تعتبر ضرورة تاريخية". وبخصوص شباب 20 فبراير،فهم بالنسبة له ليسوا سوى إلا الظاهرة المرئية لتغيير لايمكن أن يأتي إلا من الفوق، ملمحا إلى أن الملكية المغربية هي القوة الحقيقية للتغيير. وعبر العروي عن اقتناعه بالدور الذي تلعبه الملكية في دعم الاستقرار بالبلد، "لاسيما أنها تتيح فصل السياسي عن الديني". وبخصوص الملكية البرلمانية، قال العروي " إن رؤيتي هي رؤية ملكية دستورية فعلية.."، مضيفا أنه " على الملك أن يتولى الشؤون الدينية لتفادي استيلاء طرف أخر عليها، وبالتالي التأثير سلبا على اللعبة السياسية." وجوابا عن سؤال:" يبدو أنكم تفكرون أن الملكية عامل التغيير الوحيد ، وأنها متقدمة على المجتمع"، قال العروي " الأمر ليس خطأ إذا مانظرنا إلى أغلبية الشعب، وليس الأقلية المسيسة". واسترسل العروي" إن خطب الملك لاتفهم جيدا من طرف الشعب، ومن طرف جزء كبير من النخبة"، قبل أن يمضي متسائلا:" لماذا تختار الملكية اليوم نفس الاختيارات التي كانت في العهد السابق، في حين حاولت في البداية أن تبتعد عنها؟" ليجيب " ببساطة لأنها وجدت عراقيل من طرف المجتمع الذي أجبرها على استعادة نفس الوصفات التي أبانت عن مفعولها، وتم القبول بها." ولم يفته في حديثه لمجلة " زمان" أن يتحدث عن حكومة عبد الإله بنكيران، حيث قال" لاأرى أي شيء إسلامي في حكومة بنكيران، التي تعتبر نتيجة تحالف ، " وقال :" لقد ارتكبنا نفس الخطأ مع اليوسفي حيث نسينا أن الأمر يتعلق أيضا بتحالف." وأضاف" علينا محاكمة الحكومة على ماتفعله ، وليس ماتقوله، أو ماقالته في الماضي."