تتبارى في هذا الاستحقاق النيابي على مستوى هذه الأقاليم الجنوبية 60 لائحة تضم 141 مرشحا للظفر ب 13 مقعدا، ثلاثة منها بإقليم العيون وعشرة موزعة بالتساوي على أقاليم طرفاية وبوجدور والسمارة ووادي الذهب وأوسرد. وقد بدأ الإقبال على التصويت يرتفع بشكل تدريجي ابتداء من الساعة العاشرة صباحا لتتحول بذلك مراكز الاقتراع بعد الظهر إلى فضاءات يتجلى فيها حرص الناخبين على المشاركة المكثفة في هذه المحطة الانتخابية. واعتبر فاعلون سياسيون محليون، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة أبناء هذه الأقاليم في هذه الاستحقاقات تعد استفتاء شعبيا آخر يجددون من خلاله التعبير عن إرادتهم الحرة في الانتماء إلى هذا الوطن الموحد. وفي هذا السياق، أبرز عضو مجلس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عن حزب التقدم والاشتراكية رضوان الناجم أن مشاركة سكان الأقاليم الصحراوية في هذه الانتخابات تعد رسالة جديدة إلى أولئك الذين لم يتوانوا عند كل محطة انتخابية في التشكيك في شرعيتها بهذه الربوع التي تعد جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني والتشويش على المسلسل الديمقراطي الذي انخرطت فيه المملكة منذ سنوات. وأضاف أن مشاركة سكان هذه الأقاليم في هذا الاستحقاق يعكس انخراطهم في مسلسل الإصلاحات التي يعرفها المغرب، ويؤكد تطلعهم إلى بناء مستقبل أفضل في إطار الوحدة والتشبث بالمقدسات. ومن جانبه، أبرز مقرر الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بالعيون إبراهيم اعبيدة أن مشاركة سكان الأقاليم الجنوبية في هذه المحطة التاريخية من المسار السياسي المغربي يعكس دعمهم لمسلسل الإصلاحات التي أقرها الدستور الجديد وانخراطهم في عملية البناء الديمقراطي في إطار الوحدة والدفاع عن الثوابت الوطنية. وعبر عن الأمل في أن تضفي هذه الانتخابات مصداقية أقوى على المؤسسات وأن تفرز طبقة سياسية تحظى بثقة المواطنين. وبدوره، أكد المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم وادي الذهب داداه المكي، أن الانخراط الذي يعبر عنه سكان الأقاليم الجنوبية لإنجاح هذا الموعد الانتخابي، كما هو الحال بالنسبة لجميع الاستحقاقات الوطنية السابقة، يستدعي تضافر الجهود لتكريس مسلسل الإصلاح الديمقراطي من خلال تفعيل مضامين الدستور الجديد. ومن جهته، أكد عمر الدخيل، عن حزب الحركة الشعبية بالسمارة أن الحضور القوي للناخبين بهذه الربوع للإدلاء بأصواتهم في جو من الانضباط والمسؤولية يعكس وعيهم بأهمية الانخراط في هذه المحطة التي تعتبر منعطفا حاسما في مسار الانتقال الديمقراطي بالمملكة. وأبرز أن الحكومة المقبلة التي ستنبثق عن هذه الاستحقاقات مطالبة في إطار الدستور الجديد الذي خول لها مجموعة من الصلاحيات، بالاضطلاع بدور أكبر لكسب التحديات الراهنة والمستقبلية المتعلقة بالقضية الوطنية. وعبر عدد من المواطنين، في تصريحات مماثلة للوكالة عقب عملية الاقتراع، عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه الاستحقاقات التي يتطلعون من خلالها إلى تحقيق التغيير المنشود الذي يتوق إليه جميع المواطنين. ويتابع سير العملية الانتخابية في مختلف مراحلها بالأقاليم الصحراوية أكثر من 130 ملاحظا يمثلون المنظمات الحقوقية والنسيج الجمعوي.