علاوة على الرهانات السياسية والحزبية، تكتسي الانتخابات التشريعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة طابعا وطنيا خاصا. ويرى الناخبون وعموم السكان المحليين، أن الانتخابات التشريعية تعد دوما لحظة كبرى لتعبئة المواطنين، مما يعكس عزمهم الدائم على إغناء المسلسل الديمقراطي، الذي انخرطت فيه المملكة، وتشبثهم بالقيم المقدسة للبلاد. ويجسد هذا الاهتمام التلقائي لسكان الجنوب بمختلف المحطات الانتخابية، والحماس الذي يعبرون عنه خلال الحملات الانتخابية، برأي العديد من الملاحظين، دينامية الحياة السياسية بهذا الجزء من المملكة، ويعطي صورة حية ومشعة عن الشعور الوطني للناخبين وإرادتهم الراسخة في المضي قدما على درب ترسيخ دولة الحق والقانون والمؤسسات، والمساهمة في تدبير شؤونهم اليومية أكثر، من خلال مختلف الهيئات المنتخبة. وبالفعل، تكتسي نسبة المشاركة المرتفعة، التي جرى تسجيلها بأقاليم الجنوب في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، لدى العديد من الفاعلين المحليين دلالة عميقة، بالنظر إلى أنه يؤشر على تشبث المواطنين بهذه المنطقة وبمغربيتهم وانخراطهم الفعلي في المسلسل الديمقراطي، كما أنه يشكل رسالة موجهة لهؤلاء الذين يحاولون المس بالوحدة الترابية للمملكة. وبفضل هذا الانخراط الفعلي للمواطنين بأقاليم الجنوب في مختلف أوراش التنمية السوسيو-اقتصادية، عرفت الجهة، بالفعل، تطورات ملموسة في مختلف الميادين، من خلال مشاريع أنجزت أو في طور الإنجاز للنهوض بهذه الجهة، وضمان العيش الكريم والرفاه لسكانها. وأكد أحد المواطنين لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذه الاستحقاقات التشريعية تسائلنا أكثر، على اعتبار أنها تمكننا من تقاسم وجهات نظرنا حول قضايا حاسمة بالنسبة لمصلحة بلادنا بأكملها. كما أن تعبئتنا تنبع من وعينا بضرورة المشاركة في إغناء المشهد السياسي الوطني والمساهمة في بناء المستقبل". وأضاف أن "المشاركة في هذا الاقتراع والقيام بالواجب الانتخابي يشكلان عملا مدنيا، مسؤولا ووطنيا". وفي أفق الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 25 نونبر الجاري، بلغ عدد لوائح المترشحين، التي جرى إيداعها على مستوى إقليمالعيون، 21 لائحة، تضم 63 مترشحا من بينهم سبع نساء يتبارون على ثلاثة مقاعد مخصصة للإقليم. وتتراوح أعمارهم ما بين 21 و66 سنة. من جهة أخرى، ارتفع عدد الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية على مستوى الإقليم إلى غاية 5 نونبر الجاري، 103 آلاف و838 ناخبا من بينهم 52 ألفا و245 من النساء. وبإقليم وادي الذهب، تتنافس تسع لوائح تضم ما مجموعه 18 مرشحا للظفر بمقعدين مخصصين للإقليم. ويقارب عدد الناخبين المسجلين إلى الآن، باللوائح الانتخابية 40 ألف شخص بجهة وادي الذهب لكويرة. وبخصوص إقليمالسمارة، جرى إيداع ثماني لوائح في أفق الظفر بمقعدين. وفي السياق نفسه، يؤكد المعنيون بالعملية الانتخابية، أن كافة الشروط الضرورية اجتمعت لضمان سير جيد لهذه الانتخابات بكل شفافية واحترام للقانون في ظل مناخ من الطمأنينة والمسؤولية.