اختتم مساء اليوم الأربعاء مؤتمر "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا"، أعماله بموافقة ضمنية على مواصلة 13 دولة من الحلف الأطلسي الإسناد العسكري للنظام الجديد في ليبيا. ولم يصدر عن الاجتماع الذي دام يوما واحدا رد صريح على طلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي بمواصلة حلف الأطلسي عمله في ليبيا حتى أخر السنة لكن قطر التي ترأس مجموعة ال 13 أعلنت مواصلة وقوفها الى جانب حكام ليبيا الجدد. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة القطرية خلال الاجتماع، ان قوات بلاده "لن تتوانى عن دعم الشعب الليبي الشقيق". وأكد المسؤول العسكري القطري أن توجيهات القيادة السياسية في بلاده "هي أن لا تتوانى القوات المسلحة القطرية فى تقديم أقصى ما تستطيع من دعم للشعب الليبي وذلك من خلال تقديم المشورة وكافة المجالات الأخرى". كما شدد على أن هذا المؤتمر "يأتي للتأكيد على الدعم الدولي للشعب الليبي وللتعرف على مرئيات المجلس الوطني الانتقالي تجاه المرحلة القادمة في ليبيا". وطلب العطية في كلمته" الإصغاء الى ممثلي المجلس الوطني الانتقالي والثوار لمعرفة وجهة نظرهم العامة تجاه المرحلة القادمة في ليبيا ومرئياتهم العامة تجاه تأسيس جيش منظم قادر على حماية الحدود والممتلكات الليبية". وناقش المؤتمر وجهة النظر الليبية بشأن إنهاء عملية (الحامي الموحد) ورؤية الجانب الليبي والرقابة الدولية ومدتها وإدارة الحركة الجوية وقت التسليم تماشيا مع قرارات مجلس الأمن. كما ناقش الاجتماع كذلك خطط المجلس الوطني الانتقالي على المدى القصير والمتوسط والبعيد فيما يتعلق ببقايا النظام السابق وخطط إعادة بناء القوات المسلحة الليبية والإدارة العليا للدفاع وأمن الحدود والمساعدات التي يمكن تقديمها من الشركاء الدوليين والدعم العسكري بخصوص المساعدات الإنسانية. كما تم التعرض الى موضوع المساعدات الدولية المطلوبة بعد الصراع وأولويات المجلس الانتقالي فيما يتعلق بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وأمن النفط ونزع أسلحة الثوار. ونبه العطية الى "حساسية وأهمية المرحلة القادمة التي يمر بها الشعب الليبي وأهمية نجاحها لتحقيق الهدف الذي يسعى اليه وهي مرحلة تشكيل حكومة ديمقراطية يشارك فيها كافة أطياف المجتمع لإنشاء دولة مدنية". وشارك في المؤتمر رؤساء الأركان وممثلوهم في كل من دولة قطر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وتونس ومصر واليونان والولايات المتحدة والحلف الأطلسي ومالطا وتركيا والمغرب وايطاليا وكندا وفرنسا والمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل طلب خلال اجتماع (أصدقاء ليبيا) من الحلف الأطلسي تمديد مهمته في ليبيا حتى نهاية العام "على الأقل". لكن اتضح في ما بعد ان اجتماع الأربعاء في الدوحة هو لحلف جديد منبثق عن الحلف الأطلسي تقوده قطر قد تشكل لمتابعة العمليات في ليبيا بعد انتهاء مهمة الأطلسي المفترضة في 31 أكتوبر. ويأتي هذا التطور بعد سبعة اشهر على تولي الحلف الأطلسي قيادة العمليات العسكرية الدولية التي بدأت في 19 مارس في إطار قرار دولي لحماية المدنيين. وقال اللواء الركن حمد بن علي العطية لوكالة فرانس برس ان التحالف الجديد الذي عقد اجتماعه الأول اليوم الأربعاء في الدوحة، شكل تحت مسمى "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا". وأكد العطية ان المجموعة هي "حلف جديد يضم من يريد ان يكون في هذا التحالف لمساندة ليبيا في المرحلة القادمة". وحول أسباب تشكيل هذا التحالف الجديد، قال العطية ان "الكل اجمع على تشكيل تحالف جديد لان حلف الناتو كان سيتنهي دوره، وبما ان العمليات يمكن ان تستمر، طرحت هذا الفكرة وطرح ان يكون لقطر القيادة في هذا الحلف". وقال المسؤول العسكري القطري "يمكن ان يكون الإطار الزمني أكثر من نهاية العام، هذا يعتمد على وضع ليبيا". وسيشمل عمل هذا الحلف بحسب العطية "عملية التدريب والتنظيم وبناء المؤسسات العسكرية الليبية وجمع الأسلحة وإدخال الثوار في هذه المنظومة". كما أوضح العطية ان "هذه العملية ستكون على الأرض الليبية... وهناك غرفة عمليات جاهزة تضم أطياف الحلف في طرابلس وقد جهزتها قطر". ومن جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مساء الأربعاء ان العملية العسكرية للحلف الأطلسي في ليبيا "انتهت الآن" مضيفا ان فرنسا وشركاءها في الأطلسي يدرسون "طريقة اخرى لمواكبة العملية الانتقالية" في ليبيا. الى ذلك كشف رئيس الأركان القطري عن ان مئات الجنود القطريين شاركوا في المعارك على الأراضي الليبية الى جانب الثوار خصوصا في إطار تحديد الأهداف وتوجيه الثوار وتنسيق الاتصالات والعلاقات مع الحلف الأطلسي. وأوضح العطية ان دور القطريين تركز خصوصا في "الاتصالات... الناتو كانوا يرون من الجو والقطريون كانوا حلقة الوصل مع الثوار" وذلك إضافة الى المشاركة الجوية في إطار عمليات الحظر الجوي. كما قال مصطفى عبد الجليل ان قطر "كانت شريكا أساسيا في كل المعارك التي خضناها، شريكا أساسيا وفاعلا أصيلا" مشيرا الى ان القطريين كانوا "يديرون المعركة من الناحية الإستراتيجية" حتى دخول الثوار الى طرابلس. وأضاف "كنا متواجدين بينهم وكان عدد القطريين على الأرض بالمئات في كل منطقة" مشيرا الى انهم كانوا "يديرون عمليات التدريب" إضافة الى "توجيه الثوار وتحديد الأهداف".