في تطور جديد، ولافت للانتباه، تم تأسيس "التنسيقية العامة لمعارضي جبهة البوليساريو"، وقد أوضحت في أول بيان لها، انها تعلن انشقاقها عن البوليساريو. وأضافت التنسيقية المذكورة في بيانها الذي توصل موقع "مغارب كم" بنسخة منه، أنها تعتزم الدخول في معارضة منظمة سلمية تضم كل أطياف وفئات المجتمع الصحراوي. ولم يفت التنسيقية أن تبرز في بيانها الدور، الذي وصفته ب "الأهم" الذي قام به الشباب والشخصيات الوطنية الأخرى والإطارات المتوسطة والكبيرة، معتبرة إياه بأنه "ركيزة وأساس ما نحن عليه من تصميم محق لتحقيق الهدف المتمثل في التغيير، وكون جبهة البوليساريو بقيادتها الحالية ليست هي الممثل والممثل الوحيد للصحراويين، ومن ثم، فإن تواجد هذه الفئات داخل المعارضة سيكون هو الترجمة الفعلية والصادقة لنبض الشارع الصحراوي"، حسب لغة البيان. كما أكدت التنسيقية تمسك المعارضة بما سمته ب "الخيارات الصحراوية الكبرى، والخروج بالصراع من مرحلة الجمود، وتحريكه في اتجاه إيجاد حلول ممكنة طبقا لمعطيات الواقع والوضع الراهن،" مشددة على تمسكها أيضا "بالجدية والسير قدما في المسار المعارض لقيادة جبهة البوليساريو وفضح أساليبها الهادفة إلى استمرار الوضع إلى ما لا نهاية ". وجاء ميلاد هذه التنسيقية، حسب البيان، بعد سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع كل الأطياف الصحراوية في كل مكان، حيث عقدت مجموعة من الأطر الصحراوية المقيمة بالخارج اجتماعها الأول بتاريخ 27 ماي 2011 بالتراب الإسباني،" مستمدة شرعيتها من القاعدة العريضة، والمتمثلة في فئات شبابية، وأطر سابقة وحالية في صفوف جبهة البوليساريو وشريحة واسعة من سكان مخيمات اللاجئين بتندوف." واستعرضت التنسيقية مجمل الظروف المحلية والإقليمية والدولية ،مشيرة إلى بعض المؤشرات والمعطيات الراهنة، ومنها، حسب البيان: "أ- وصول النزاع حول الصحراء إلى طريق مسدود. ب- عدم أهلية وقدرة قيادة البوليساريو بالسير قدما بالملف نحو التقدم، وانشغالها في تحقيق مصالحها الفردية الخاصة والمتاجرة بمعاناة أهالينا في مخيمات تندوف، ومن خلال نهب المساعدات وتكريس سياسة المحسوبية وتوريث المؤسسات العامة في إطار محيط ضيق يراعي مصالح العائلة والقبيلة والأفراد. ج- الأوضاع المتردية واللاإنسانية والمزرية لأهالينا في مخيمات اللجوء، والناجمة عن سوء التدبير وتسيير الشأن العام. د- موجة التحولات والمطالبة بالديمقراطية والتغيير الذي يقوده الشباب، والذي شهدته الساحة العربية، وخاصة دول الجوار والمتمثلة في إزاحة الحرس القديم والحكومات والأنظمة التي لم تضع حلولا ناجعة على مستوى المسار الديمقراطي والدستوري والذي يراعي مطالب القاعدة الشعبية". يذكر أن تأسيس التنسيقية جاء متزامنا مع اقتراب الموعد المحدد للجولة الجديدة من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو في منهاست بنيويورك ابتداء من 5 يونيو الجاري تحت إشراف هيئة الأممالمتحدة.