أثارت فتوى نشرها مؤخرا عبد الباري الزمزمي في أحد المنابر الإعلامية المغربية جدلا في الأوساط النسائية والحقوقية، التي استهجنت الفكرة، ورأت فيها مسا خطيرا بحرمة الموت وبالكرامة الإنسانية. وقال الفقيه الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وأحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه يحق للزوج أن يمارس الجنس على جثة زوجته، على اعتبار أن الموت، في نظره، لا يبطل العلاقة الزوجية بين الطرفين. ومن ردود الفعل التي أثارتها هذه الفتوى، ماصدر اليوم الأربعاء فاتح يونيو الجاري، عن الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف، التي تساءلت في بيان لها، "عن أي إبطال يتحدث الفقيه؟". وأضاف نفس البيان، الذي توصل موقع" مغارب كم" بنسخة منه، "إن هذا القول الصادر عن الزمزمي، بالإضافة إلى استحالة أن يتوفر على أساس نصي، فهو بمنحه الحق للزوج بمضاجعة زوجته يشر لحالة مرضية تعتبرها المعاجم انحرافا في الشخصية". وقال المصدر ذاته، إن الشيخ الزمزمي، بهذه الفتوى يتجاوز الحس السليم لكل إنسان سليم، فبالأحرى المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية، التي اتفق عليها المجتمع الإنساني في قوانينه ومواثيقه، والتي راكمها البشر عبر التاريخ. وأوضح بيان الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف، التي يوجد مقرها في الرباط، أنه لاداعي للخوض في جدال في الموضوع، "إذ بدل أن يخصص الفقهاء اجتهاداتهم للقضايا العالقة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وبدل العمل من أجل إرساء أسس التقدم والنماء، يطلون علينا بفتاوى لا تجلب مصلحة، ولا تدرأ مفسدة، وإنما تدعو، تحت مظلة الشرع إلى شرعنة ممارسات وسلوكات يصنفها المنتظم الدولي في مجال الجريمة في حق الإنسان والإنسانية." وبعد أن نددت الشبكة الوطنية لمراكز الاستماع للنساء ضحايا العنف في ختام بيانها، "بمثل هذه الخرجات"، أهابت بكل فعاليات المجتمع المدني للتصدي لها، كما طالبت الدولة "بتحمل مسؤوليتها عبر سياساتها العمومية، والضرب على يد كل من ينتهك كرامة المواطنات والمواطنين سواء في حياتهم أو مماتهم". وينتظر أن تثير الفتوى الجديدة للزمزمي حول مضاجعة الزوج لجثة زوجته، مزيدا من ردود الفعل، علما بأنه سبق له من قبل أن أثار بعض الزوابع حوله، من خلال بعض الفتاوى، التي يراها البعض ممعنة في الغرابة، حد الدهشة، ولاتستحق أن يهتم بها رجل دين مثله، علما بأنه في نفس الوقت هو النائب الوحيد في البرلمان عن حزب النهضة والفضيلة، ذي التوجه الإسلامي.