تتعدد أشكال الكتب الموجهة للأطفال،والتي تختلف بين الشبه مدرسية والتثقيفية أو كتب التسلية والمطالعة أو حتى التلوين، حيث تعددت العناوين والألوان والأشكال التي تجذب أنظار الصغار والأولياء على السواء. للتوسع أكثر في هذا الموضوع كان ل"المساء" جولة ميدانية في مكتبة "العالم الثالث" بشارع الأمير عبد القادر بالعاصمة، حيث قسمت الرفوف حسب الشرائح العمرية والمستويات العلمية. وفي الجهة المخصصة للأطفال، كان هنالك للمراهق نصيبه أيضا من هذه الرفوف، حيث رصت كتب وروايات من أشهر الأفلام العالمية على غرار "توايلايت" و«ميلينيوم"، وكذا "فيزيون" إلى جانب القصة الشهيرة ل "هاري بوتر" للكاتبة البريطانية "ج.ك.رولنغ"، التي تحكي حكاية الصبي الساحر. هذه السلسلة التي حققت نجاحا باهرا منذ صدور الجزء الأول منها في 1998، والتي ترجمت إلى معظم لغات العالم الحيّة من بينها العربية، ويعتبر كتاب "هاري بوتر" الأكثر مبيعا في التاريخ، وقد استهوى الصغار والكبار. كما استفاد الصغار أيضا من الكتب والمجلدات التثقيفية التي مفادها غرس ثقافة علمية في مختلف المجالات لاسيما عالم البحار أو عالم الحيوانات أو حتى الفيزياء والتكنولوجيا، وكذا كتب خاصة بالثقافة العامة تتمثل في كتيبات صغيرة لا يتعدى سعرها 200 دج للكتيب الواحد. كيف لا أشتري هذه الكتب؟ هي العبارة التي أجابتنا بها سيدة كانت بالمكتبة، عند سؤالنا عن سر شرائها حكايات "الأكذوبة"، ذات المغلفات الكبيرة والرسومات الثلاثية الأبعاد والآلات الموسيقية الصغيرة لترديد بعض الأغاني، أسعارها تتراوح بين 1500 و4000 دج هي مجموعات مستوردة تختلف دور نشرها بين "لاروس"، "أطلاس" و«أشيت"، إخراجها الفني الراقي وأسلوبها الممتع الشيق يشد انتباه الأطفال. وأضافت المتحدثة: "أرى بأنه من الأهمية أن يهتم الناشرون بتشجيع النشر وإصدار الكتب التي تخاطب الطفل بطريقة ممتعة وقيمة وتراعي الإخراج الفني الحديث". من جهة أخرى، يقول نبيل، الذي جاء برفقة طفلته مريم: "أحاول في كل مرة ترسيخ ثقافات علمية من خلال الكتب التي اختارها لإبنتي ذات التسع سنوات، ولكني حين أعرف القصص التي ترغب في شرائها يحزنني الأمر، لأنها لا تكاد تخرج عن بعض أسماء لشخصيات أفلام كرتونية اخترعتها والديزني أو سبيس تون أوغيرها من شركات الإنتاج الفني للأطفال التي بدأت تسيطر على السوق، مثل تلتبيز، فلة، باربي، الاسفنجة وغيرها، والتي لا تحوي سوى على قصص معادة وصفحات للتلوين مع تغير الشخصية. وعن الفئة التي تهتم أكثر بشراء الكتب، لاسيما الروايات، يقول صاحب المكتبة: "أن النساء هن الأكثر إقبالا على شرائها"، ويضيف: "هي الحقيقة التي لمستها طيلة سنوات ممارسة هذا النشاط"، فمنهن من يتقدمن بطلبيات تخص كتابا معينا، أو كتبا تدخل في مجال اهتماماتهن، ولا يترددن في العودة إلى المكتبة عدة مرات خلال نفس الشهر للحصول على ما يرغبن فيه، ولا يهمهن السعر، حيث نادرا ما تطلب المرأة تخفيض السعر المحدد. أما المراهقون، لاسيما تلاميذ المتوسطات والثانويات، فغالبا ما تتعلق طلباتهم، حسب المتحدث، ببعض الكتب العلمية والتمارين المحلولة في مختلف المواد التي يدرسونها في شعبتهم. في جهة أخرى من المكتبة عرضت فئة خاصة من الكتب تهتم بنوع محدد من الحكايات و«المجلات الهزلية" أو "المونغا" أو الأشرطة المرسومة، وهي حكايات تحتوي على رسومات وحوارات تدور بين الشخصيات داخل فقاعات، يهتم بها الشباب ويعتبرها البعض هواية، حيث يقومون بجمع مجموعات خاصة بكل سلسلة، ويوجد منها ما هو نادر، وتباع وقتها بأسعار خيالية لقلتها وعدم توفرها بكثرة في السوق الجزائرية. ومع تنوع الكتاب واختلاف محتواه يحاول الأولياء دوما غرس ثقافة المطالعة، وحب مصاحبة الكتاب لأبنائهم.