بقلم : فرتوتي عبدالسلام و يستعصي عليه الكلام هنا ، معلنا بدايته الحزينة ، و وسط هذا الكم الهائل من الكلام المبتدىء على حروف قصيرة، و يطيل النظر في كل شيء ، و يستثني من كل الابتهالات و يستكين في ركن وحيدا ، معيدا على نفسه بعض الكلمات ... الا هنا و قد انتهى الكلام ...فلا داعي للانتصار لقيم عادية ، و لا داعي هنا للكلام ، فالكل يريد ايصال البضاعة الى مصدرها ...و انتظر لهنيهة ، و بعد قليل من التفكر صمد في مكانه ، و لم يبق الفرس وحيدا ...و يعيد النهاية الى بدايتها . فما بين بداية واخرى هناك سلوك معبر عن ذاته و نهاياته و لا يستطيع ان يستقيم اكثر من ذلك ، و قد اكتوى بمرارة الواقع . لبث في مكانه للحظات ، و استطال عليه الوقت ، و تكلف نفسه الكثير من الجهد ، و استكان الى ذاته و مع هذه الحمولة الكبيرة من الذكريات و من الصفوف المتراصة التي تعيد على المسامع الكثير من الالام ...
لم يعد ينصت لشيء هذه المرة ...فقد ان اوان سماعه لاغاني جديدة ،تلك اهات كانت قد انتهت مع الاسمراني . وظل يعاود الذكريات عن تلك الشمس الذهبية المحرقة و عن ذلك الشرق و الجنوب موطن الروحانيات و العوالم المستقبلية . هنا انتهى كلامه ، فلابد من قراءة السطور و ما بين السطور و كفى . كفى من الكلام المرموز الذي استفاق على عبارة قديمة جديدة ، اننا هنا نعلنها صراحة بان العطور ذات قيم مختلفة و ما بين ذلك بحر يسبح فيه كل ذي نوايا حسنة و نوايا اخرى.