جمال الغازي في السنوات الأخيرة تزايدت التنظيمات العنصرية والاعتداءات ذات صبغة عدوانية وحقدية ضد الجنس ، والمعتقد واللون ، ممارسات يعاقب عليها القانون بشدة بسبب ماضي النازي وتاريخه المظلم الحاقد ، رغم ذلك يسمح لها هذه المجموعات المتطرفة بالتظاهر مع نشر البروباغاندا لها ، وبروزها الى العلن مستغلة الفضاء الديموقراطي الشريف ، هذه الفرق منهم من هو معروف عند الجهات الأمنية بمعاداة الأجانب و السامية والإسلام ، وفي المقابل نجد هناك حزم وقوة في إخماد الفكر الإرهابي ذات مرجعية دينية ثم سد منابعه ، حيث نجحت الدولة في هذه السياسة الأمنية المتميزة واعطت ثمارا جيدة من أجل القضاء على الإرهابيين وممولوهم ولكن مع الأسف لا نلمس نفس الحدة و سرعة الوتيرة في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية العنصرية وشل تحركاتها وجذورها او حتى تقليص تفريخها رغم أن مرجعيتها عرقية محضة متعارضة مع الدستور الألماني بل تدعو جهارا إلى العنف وخلق فوضى والرعب ولم تقم الدولة الألمانية بحزم وصرامة في حماية الأجانب ومن هم من اصول اجنبية بألمانيا من شتى الاستفزازات التي غالبا تتم بعيدة عن الأنظار و لا يصرح بها لدى الشرطة بسبب عدم وجود أدلة مادية وشهود بل هناك مضايقات تصل الى العنف اللفظي و البدني ، هذه الصور المؤلمة تحصيل حاصل انتشار الفكر العنصري النازي والشعبوية المتوحشة مع امكانياته الإعلامية والخطابية الهائلة التي غذّت هذه الممارسات الشاذة الإرهابية تمخض عنها نشأة تيارات ومجموعات متطرفة عرقية تكن الحقد والكراهية الى كل ما هو خارج الجنس الآري الجرماني وشعار تفوق البيض ، هذه الجماعات متخصصة في استغلال بعض الأحداث المشينة المنعزلة الناذرة جدا من طرف بعض الأقليات فيتم تسويقها والنفخ فيها ثم يجعلونها آلية يدغدغون بها مشاعر الألمان ويكسبون منها أصواتهم وتاييدهم ، بل اصبح لهذه المجموعات العنصرية أبعاد أخرى خطيرة لبعض منها وصل الى ما هو ضد الجنس الأنثوي ككل ، الذي تمثله حركة incel مثلا ( عازب لا اراديا = اعزري نبسيف سمازيغت ) تنظيم عنصري متطرف ضد النساء جعل من الجسم الأنثوي وسيلة للتمتع ومصنع للولادة، هذه الحركة نابعة من اديولوجيات اليمين المتطرف معظم اعظائه متشبعين بالفكر العنصري وما التهديدات الأخيرة الموجهة إلى بعض القيادات النسائية اليسارية منها على سبيل الحصر الرفيقة آنه هيلم، رئيسة كتلة حزب اليسار في برلين، هذه السيدة القوية التي تعودت على هذه التهديدات بالقتل وبشكل متكرر تلقت رسائل تحمل تهديدات عبر البريد الإلكتروني حيث توصلت بما يقارب ب69 رسالة تحمل هذه الرسائل في الغالب توقيعاً بأحرف "NSU 2.0″، في إشارة إلى الخلية النازية المرعبة الجديدة التي ارتكبت سلسلة من جرائم القتل العنصرية ضد ذوي أصول مهاجرة بدايات الألفية في عدة مدن ألمانية . مرة أخرى ايها السادة لم يتهاون دعاة الكراهية في الترهيب ، هذه المرة من عاصمة تورينغن ايرفورت Erfurt الولاية الوحيدة التي يرأس حكومتها الحزب اليسار الألماني، ففي ليلة السبت الماضية على الساعة الثالثة صباحا تم الإعتداء بطرق وحشية على ثلاثة اجانب من اصول غينية من طرف مجموعة عنصرية بسبب لون بشرتهم في مكان وشارع معروف بتواجد العنصريين فيه ، الاثنين من الضحايا منهم اصيبا بجراح، واحد منهما البالغ 21 سنة لديه اصابات بليغة تصل الى حرجة، وقالت شرطة مدينة ايرفورت Erfurt ان الاعتداء هو هجوم على خلفية العداء للأجانب، مشيرة إلى أنها ألقت القبض مؤقتا على اثني عشر مشتبها بهم، وتعتقد المصالح الأمنية ان المشتبه بهم ينتمون الى حزب عنصري صغير يسمى بالطريق الثالث (Kleinstpartei Dritter Weg ) ، ولازالت التحقيقات مستمرة حتى تتبين جميع خيوط الجريمة ودوافعها ، وكما نطالب من جهاز الأمن الألماني ان يكثر من الدورات التفتيشية وتواجد الشرطة في الأماكن والممرات المعروفة عنده التي يراودها العنصريين ويمرون بها حتى لا تتكرر هذه الإهانات . في الاخير نتمنى من القضاء الألماني المعروف بالنزاهة والجدية ان يقول كلمته و ينصف الضحايا و يرفع المبادئ الإنسانية الراقية التي دافع ولازال يدافع عنها معظم وغالبية الساحقة من الشعب الألماني الذين حرروا أنفسهم من الحقبة النازية ولا يرغبون جملة وتفصيلا العودة إليها.