بعد جلسات ماراثونية، أصدر قضاء ولاية ساكسونيا الألمانية أحكاما بالسجن على أعضاء خلية "ثورة كيمنيتس" النازية، ويتعلق الأمر بثمانية متهمين خططوا لأعمال عنف واسعة تصل لمحاولة إسقاط حكومة المستشارة أنجيلا ميركل. وأصدرت المحكمة العليا بمدينة دريسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا الألمانية، أمس الثلاثاء 24 مارس 2020، أحكاما بالسجن لمدد تراوحت بين عامين وثلاثة أشهر إلى خمسة أعوام ونصف العام في محاكمة الخلية المعروفة باسم "ثورة كيمنيتس"، وهي خلية تنتمي إلى حركة النازيين الجدد، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية. ويتعلق الأمر بجماعة تأسست في سبتمبر 2018 أثناء المظاهرات المعادية للأجانب وأعمال الشغب التي وقعت في مدينة كيمنيتس شرقي ألمانيا، والتي جاءت على خلفية مقتل مواطن ألماني، 35 سنة، بطريقة وحشية أثناء شجار مع لاجئين على هامش احتفالات المدينة في نهاية غشت من العام نفسه. ورجحت النياية العامة الاتحادية أن المجموعة كانت تخطط لإسقاط حكومة ميركل بالقوة وكذلك القيام بأعمال عنف كبيرة في ذكرى الوحدة الألمانية، فضلاً عن ارتكاب أعمال عنف ضد المهاجرين والسياسيين المنفتحين على قضايا الهجرة، والصحفيين، وفاعلين آخرين، لكن المجموعة لم تنجح في تنفيذ جلّ مخططاتها. وأدانت المحكمة جميع المتهمين الثمانية، الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و 32 عاما، بالانضمام إلى جماعة إرهابية. وأدانت المحكمة زعيم المجموعة بتأسيس جماعة إرهابية، وخمسة من المتهمين بارتكاب خروقات خطيرة للسلم العام، وآخر بارتكاب جريمة تعد بدني. وقد استمرت الجلسات على مدار ستة أشهر. وقام خمسة من أعضاء المجموعة بهجمات في سبتمبر 2018 استخدموا فيها قنينات زجاجية وأجهزة صعق بالكهرباء وقفازات مؤذية، ما أدى إلى إصابة عدة أجانب في مدينة كيمنيتس. ورغم أن السلطات اعتقلت شابا سوريا وحكمت عليه لاحقا بالسجن لمدة تسعة أعوام ونصف بعد إدانته في مقتل الشاب الألماني خلال الشجار، إلّا أن ذلك لم يوقف أعضاء المجموعة عن التفكير في تنفيذ مخططهم. وحسب الدعوى التي رفعتها النيابة العامة، فقد تجمع أفراد المجموعة على موقع دردشة في الانترنت، وكتب مؤسس الجماعة كتيبا إرشاديا حض فيه على استهداف اليساريين و"الطفيليين" (الأجانب) و"زومبي ميركل والديكتاتورية الإعلامية وعبيدها" بقوة السلاح. ورفضت المحكمة قول الدفاع إن موكليهم لم يأخذوا النص على محمل الجد أو إنهم لم يفهموه على نحو صحيح. وجاء في الكتيب كذلك أن الهدف من إنشاء المجموعة المسلحة هو القيام بعمليات أقوى من تلك التي قامت بها جماعة NSU المتطرفة، عندما قتلت 10 أشخاص، أغلبهم من أصول أجنبية، وزرعت قنابل وقامت بعدة سرقات قبل أن يتم تفكيكها عام 2011. وارتفعت في ألمانيا حركات اليمين المتطرف النازي، ومن أشهر الهجمات التي وقعت مؤخرا، مقتل حاكم مقاطعة كاسل، السياسي المحافظ فالتر لوبكه، وكذلك مقتل تسعة أشخاص في مقهيي للشيشا بمدينة هاناو غرب البلاد.