24 فبراير, 2017 - 08:46:00 لايزال الحراك بمناطق الريف مستمرا منذ حادثة طحن "محسن فكري"، بالرغم من التدخلات الأمنية المستمرة في ما بات يسميه نشطاء الحراك ب"عسكرة الريف"، بحيث انطلقت مساء اليوم الجمعة 24 فبراير الجاري، مسيرة حاشدة تجوب شواع مدينة الحسيمة تطالب برفع "العسكرة عن مناطق الريف" وإنهاء مسلسل "الحكرة" بالمنطقة. وتأتي هذه المسيرة تخليدا الذكرى السنوية للأحداث الأليمة التي عرفها مدينة الحسيمة جراء زلزل 2004، وكذلك استمرارا للحراك الريفي بمختلف مناطق السيمة. الزفزافي: منتخبون ومسؤولين نهبوا ثروات الحسيمة والحراك سيستمر ناصر الزفزافي، أحد أبرز وجود الحراك الريفي، وعضو لجنة "الحراك الشعبي بالريف"، قال في كلمة له أمام حشود المتظاهرين إن "المجلس البلدي لمدينة الحسيمة في شخص رئيسه وحتى المعارضة التي تعمل على تصفية حساباتها مع حزب "ملعون" على حد تعبير، ساهموا في تهميش المدينة ونهب الثروات، كما هاجم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الياس العماري واصفا إياه ب"الرجل الذي يريد الركوب على الحراك بالريف". وأضاف الزفزافي، أن :" حراكنا الريفي مستمر ومؤمنون به، لأن ثراوتنا تستنزف وأموال جاليتنا من أوربا تحول إلى إفريقيا وبناما"، مشيرا إلى أنه منذ بدايات الحراك استعمل "المخزن" جميع الوسائل لتشويه سمعة النشطاء والتضييق عليهم. شيخي: الاحتقان نتيجة لوضع سابق كان يستفيد منه وسطاء ناطقين باسم الريف من جهتها قالت سعاد شيخي، برلمانية سابقة عن حزب "العدالة والتنمية"، وفاعلة سياسية بالمنطقة، في اتصال مع موقع "لكم"، إن " ما يحدث في الحسيمة يعكس احتقان حقيقي على المستوى الإقتصادي والسياسي والاجتماعي، بسبب السياسة الممنهجة ضد المنطقة التي تفتقر إلى رؤية واضحة وفي ظل غياب الإرادة السياسية لتحقيق مصالحة حقيقية". وأضافت شيخي، أن استمرار الاحتقان الاجتماعي راجع بالأساس إلى "مجموعة من الوسطاء الذين نصبوا أنفسهم ناطقين باسم الريف، والذين استباحوا لأنفسهم الركوب على جميع المآسي والكوارث التي شهدتها المنطقة، بدءا بملف الغازات السامة و أحداث 58 و 59 إلى كارثة زلزال 2004"، موضحة "بحيث بدأت الهيمنة على المنطقة و الانقضاض على إرادة المواطنين، بتواطئ مكشوف بين لوبي سياسي اقتصادي، يخدم مصالحه الخاصة على حساب المصلحة العامة". ورفع المحتجين شعارات قوية من قبيل "الشعب يريد إسقاط العسكرة"، و"هذا الريف وحنا ناسو والمخزن يجمع راسو"، و"المعتقل ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح و"فلوس الشعب فين مشات..بناما والحفلات"، و"العماري عاقت بك الجماهير" و"بالروح بالدم نفديك يا ناصر" في إشارة إلى ناصر الزفزافي. وشدد بعض المتظاهرين في شعاراتهم على الأوضاع المزيرة التي تعيشها بعض المناطق النائية بإقليم الحسيمة، في المداشر و الدواوير المتوارية خلف التضاريس القاسية، اذ اتهموا الدولة باإهمالها. وكانت الأحداث "العنيفة" التي عاشتها مناطق الريف، في وقت سابق، على إثر التدخلات الأمنية بعد دعوة نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة لتخليد ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي عبر تجمعات حاشدة بساحة (كالا بونيطا)، التي كان يفترض فيها تقديم الوثيقة النهائية لمطالب الساكنة عبر خرجاتها الشعبية الممتدة من (الحسيمة، تماسينت، تاركيست، أيث حذيفة، أيث عبد الله، بوكيدان، أمزورنو أيث بوعياش)، ساهمت في غضب "النشطاء" بمناطق الريف وهو ما أشعل فتيل غضب المحتجين بحيث تنظم مسيرات بشكل دوري.