06 فبراير, 2017 - 01:43:00 في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المحلية لإقليم الحسيمة عن إصابة 27 من عناصر الأمن أثناء تدخلهم لفظ احتجاجات شهدتها المنطقة مساء الأحد، خصوصا بمنطقة "بوكيدان"، اتهمت لجنة الحراك بالريف السلطات بمناطق الريف باستعمال "العنف والقمع في مواجهات الاحتجاجات بالريف" . وقد كانت منطقة "بويكدان" قد عاشت طيلة الساعات الماضية مواجهات وصفت ب "العنيفة" بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن من جهة أخرى، وحسب مصادر من عين المكان فقد استمرت المواجهات حتى ساعاة متأهرة من الليل بين بعض المتظاهرين وقوات الأمن. وقال شهود عيان لموقع "لكم"، إن الوضع ببعض المناطق مجاورة لمدينة الحسيمة، لا يزال معقدا وقد يتجه نحو التأزم، في حين لا تزال منطقة "بوكيدان" تعيش على وقع أحداث عنف، حيث أكدت مصادر اعلامية من عين المكان، أنه "بعد انسحاب قوات الأمن من الميدان انسحب المتظاهرون عفويا، وعادو إلى منازلهم، لكن المواجهات عادت من جديد بعد إنقطاع التيار الكهربائي بالمنطقة، وهو اعتبره المتظاهرون مقدمة من أجل القيام بمداهمات لإعتقالهم داخل البيوت. الأخبار الواردة من عين المكان تقول، أن النشطاء يتهمون السلطات بقطع التيار الكهرباء لمحاصرة المتظاهرين، بعد أزيد من 7 ساعات من المواجهات العنيفة بين الأمن والمنظاهرين والتي اندلعت منذ الساعة 16:00 من مساء الأحد 05 فبراير الجاري. وأكدت مصادر من عين المكان أن تعزيزات أمنية إضافية قد وصلت إلى البلدة كدعم لباقي القوات المتمركزة وسط البلدة، مضيفة أن شاحنتين مزودتين بخراطيم المياه تشاركان في عملية التدخل الأمني، تقومان "برش المحتجين بالماء" حسب ما أوردته المصادر الإعلامية. من جهة أخرى تداول نشطاء على الفيسبوك فيدوهات لوقفة من مدينة وجدة يظهر فيها متظاهرون يرددون شعارات مناصرة لحراك الحسيمة الذي إنطلقت شراراته الأولى منذ مقتل بائع السمك محمسن فكري في ظروف مأساوسة قبل عدة شهور, من جانب آخر أعلن نشطاء عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين "على إثر تلقيهم لضربات مباشرة بالحجارة من "طرف القوات العمومية" حسب ما أوردته بعض المنابر الإعلامية المحلية. كما تسببت هذه المواجهات بقطع شبه تام في حركة السير بالطريق الوطنية رقم 2 على مستوى مركز البلدة، وهو المكان نفسه الذي يشهد هذه المواجهات. لجنة الحراك الشعبي بالريف، وفي بيان توصل الموقع بنسحة منه، إتهمت الأمن بممارسة ما وصفته ب "الإرهاب الوحشي في حق المواطنين العزل بانزالات قمعية لم تشهدها المدينة و الإقليم منذ انتفاضة 58/59، مع ممارسة التنكيل والقمع في حق النشطاء سواء بالمدينة قبل التحاقهم بساحة ( مولاي موحند ) ( بكالا بونيطا ) أو نشطاء الحراك الذين كانوا يتوافدون بالالاف من كل مداشر الريف" حسب بلاغ لجنة الإعلام والتواصل للحراك الشعبي بالحسيمة. وأوضح ذات البلاغ أن المنطقة تشهد حصارا كليا، سواء من خلال "المحاصرة الكلية للطرق الرابطة بين الدواوير ومركزنا الحضاري، واقتحام المحلات التجارية والمقاهي والتنكيل بالمواطنين دون تمييز". وعبر البلاغ عن إدانته الشديدة لما وصفه ب "القمع الوحشي الممارس في حق مواطنينا ومواطناتنا"، مستنكرا ما "يتعرض له ومزال يتعرض له في هاته اللحظة المواطنون والمواطنات بمختلف الدواويير والمراكز الحضارية من قمع وبطش خصوصا الحسيمة وبوكيدان". إلى ذلك حمل النشطاء المسؤولية لمسيري الشأن العام في هذا البلد لما قد يترتب عن هذا التدخل من "ويلات عليهم". وناشدت لجن الحراك أبناء مناطق الريف "المغتربين والمغتربات بالتحرك العاجل من أجل فك الحصار على هاته القلعة وتحصين سلمية وحضارية احتجاجاتنا على الاوضاع المهينة التي يعيشها ريفنا الحبيب". وكانت الأحداث "العنيفة" التي عاشتها مناطق الريف، جاءت على اثر دعوة نشطاء الحراك الشعبي بالحسيمة لتخليد ذكرى رحيل عبد الكريم الخطابي عبر تجمعات حاشدة بساحة ( كالا بونيطا )، والتي كان يفترض فيها تقديم الوثيقة النهائية لمطالب الساكنة عبر خرجاته الشعبية الممتدة من (الحسيمة، تماسينت، تاركيست، أيث حذيفة، أيث عبد الله، بوكيدان، أمزورنو أيث بوعياش) حسب ما يقوله النشطاء، لكن السلطات منعتهم من الإحتفال مما تسبب في مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.