1 – السؤال الذي حير الشعوب العربية : – لماذا تباد غزة؟ جواب قطاع غزة : – أنا معقل المقاومة الوحيد في العالم العربي الإسلامي السني. 2 – السؤال الذي لم يحير رؤوس الشعوب العربية : – لماذا يجب إبادة القطاع؟ جواب أهالي غزة : – لأننا قطعنا الطريق منذ زمن بعيد على قطاع الطرق الذين يصادرون أحلامنا وتطلعاتنا. 3 – السؤال الذي لا ينبغي طرحه في العلن : – ما سر هذا الصمود الأسطوري أمام آلة الدمار والتقتيل الصهيونية؟ جواب المقاومة : – اسألوا الجيوش العربية المرابطة في ثكناتها. 4 – السؤال الذي يمنع الهمس به : – من هم..؟ جواب أطفال ونساء وشيوخ غزة : – الكل يعرفهم! 5 – السؤال الذي لا حاجة للإجابة عنه : – لماذا تقاوم هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة فيم باقي الرقع الجغرافية الكبيرة تهرول نحو التطبيع؟
لقد سألت بما فيه الكفاية وأجابتك غزة بما فيه الكفاية ولا داعي لطرح المزيد من الأسئلة. لكن ومع كل ما سبق تبقى نقطة بالغة الأهمية : – غزة هي البوصلة! لعقود طويلة تُهنا في دروب العيش ما بين مُشَرق ومُغَرب..وصاعد إلى السماء ونازل إلى القبور..وحارس لأبواب الفجر وحاجب لأنوار الشمس..وبائع للورد وعاشق للشوك… نتأرجح ذات اليمين وذات الشمال ثم نستريح بينهما من وعثاء السفر. قرن من السير والمسير إلى وجهة مَن وجوههم غير وجوهنا ووجاهتهم لا قبل لنا بها… إلى أن فقدنا البوصلة..ولا ندري أننا فقدنا البوصلة..أو أننا محتاجون أصلا إلى شيء إسمه البوصلة… وهل من معنى للوجهة والإتجاه مع كآبة المنظر وفوضى المصير؟ ولأن غزة باتت هي البوصلة فمن الطبيعي والحالة هذه أن يتحرك أعداء الشمال القطبي والشمال المغناطيسي الذي سيجذب لا محالة غير غزة إلى وجهة غير الوجهة التي ارتضوها لهم. وقد يقع ما لا تحمد عقباه من الأمور العجيبة والغريبة التي وقعت من قبل. حين كان الناس يعيشون في قلب التاريخ. أما وقد انقلبت الأمور رأسا على عقب ووضع كل ذي عقل عقله تحت قدميه، فلا يمكن القبول مطلقا بهذا المنطق الجديد في الأشياء. نحن في زمن عقول الأقدام لا زمن إقدام العقول! والعاقل هو من لا يقدم بعقله فوق أقدامه. ومن علامات إقدام المرء أن يضع أقدامه على عقله ليلا يضع الآخرون أقدامهم عليه. وهكذا نكون في مأمن من الإقدام والتقدم. انتهى الكلام.
ومرة أخرى، تباد غزة لأن هامات غزة أقدمت على ما أقدمت عليه بإقدام تام مخالفة بذلك عقول الأقدام. فكان من أمرها ما كان. إنها جريمة لا تغتفر أن يضع الواحد منا عقله في موضعه الطبيعي عوضا من تحت الأقدام. كيف؟ ستتغير جميع معادلات عقول الأقدام..سيرفع الناس رؤوسهم..سيرنون بأبصارهم نحو السماء..سيتراءى لهم البعيد قريبا كزرقاء اليمامة..سيعشقون زرقة الأعالي ونجوم الليالي..سيحلمون بالسفر من المقامات الدنيا إلى المقامات العليا..ستنتابهم شطحات وأحوال السالكين..سيقولون ما يعلمون..سيعملون بما يعلمون..سيُعلمون من لا يعلمون..سترتفع عنهم الحجب..والسحب..سيعلمون علم اليقين..وعين اليقين..وحق اليقين..ما هم فيه من النعيم المقيم! سيشرفون على مرتبة الولاية… وهنا المشكلة! سيقع أولو الأمر في بطالة من أمرهم..لن يولوا وجوههم قبل المشرق أو المغرب..لن يرهبوهم بفزاعات الشرق أو الغرب… في معادلة الولاية، إما أولو الأمر وإما الأولياء. عقول الأقدام تنحو شطر أولي الأمر وإقدام العقول صوب الولاية. وهذا ما لا يمكن القبول به. ستطأ أقدام عقول الأقدام من أولي الأمر على عقول الأولياء من أولي الإقدام. لقد أفادتك غزة وأجادت، فماذا تنتظر؟ هل ستكون لك موطأ قدم في الولاية؟ أم ستبقى بعقلك تحت أقدام أولي الأمر؟