الخط : إستمع للمقال لم نَكن نَعرِف، قبل اليوم، بأن عبد اللطيف حموشي يمكنه أن يُرجئ مُباحثاته مع المفوض العام للاستعلامات الإسباني، ليَهتم بهلوسات هشام جيراندو و"صواريخه" الفموية التي يُفجِر شظاياها في حساباته الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي! ولم نكن نعلم، قبل أن يَخرج علينا هشام جيراندو بشريط فيديو يُخبرنا بذلك، بأن عبد اللطيف حموشي يُمكنه أن يَجد الوقت الكافي في زحمة مَشاغله الأمنية، ليناقش مَصير قناة "تحدي" المسرِفة في النصب والابتزاز والتشهير. ولم نكن نُدرِك بأن هشام جيراندو يُضاهي في الأهمية والقيمة مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بورنز، أو مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، أو مدير المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية هولجر مونش...، حتى يُشكِّل موضوع اجتماعات كبار المسؤولين الأمنيين المغاربة. ففي الوقت الذي كان فيه عبد اللطيف حموشي يُناقش تأمين مونديال 2030 مع المسؤول الإسباني الأول عن الاستعلامات، مُستشرفا المستقبل وتهديداته وتحدياته، خرج علينا نصاب كندا، هشام جيراندو، مُدعيا بأنه أضحى بمَثابة قضية أمن قومي للمغاربة، وأنه يَستأثِر باهتمامات الحموشي والمنصوري في اجتماعاتهما بالمكاتب المغلقة. وفي الوقت الذي كان فيه عبد اللطيف حموشي يُشكل موضوع إشادة من طرف مكتب التحقيقات الفيدرالي، بسبب مُساعدة أمريكا على تحييد خطر إرهابي وشيك وحال، كان هشام جيراندو "يُفجِر" قنبلاته الصوتية الوهمية على المغاربة، مُتوهما بأن الحموشي وياسين المنصوري جَلسا معا يُناقشان "قنابله الانشطارية" في التيك توك وفايسبوك. فمن العَبث أن يَتوهم هشام جيراندو بأنه صار شخصية مهمة، تَحظى باجتماعات الحموشي والمنصوري، والحال أن هذا النصاب مَعروف بترديد عِبارة "الله يخلف" كلما تسلم مبلغ 1000 درهم من عند ضحاياه في قضايا الابتزاز والتشهير والنصب والاحتيال. ومن الصَفاقة أن يَعتقد هشام جيراندو، حتى في كوابيسه، بأنه أصبح مادة للنقاش في اجتماعات الأمنيين الكبار! والحال أن مَكانه الطبيعي الذي يَذكر فيه هو المساطر المرجعية للسماسرة والوسطاء الذين يَقبَعون حاليا في السجن، والذي لا يَتركون له سوى مذكرات البحث التي تُطوق عنقه تمهيدا لاعتقاله. ففي مثل هذه الوثائق القضائية أين يُذكر حقا اسم هشام جيراندو، كنصاب ومحتال وخائن، أما اجتماعات الحموشي والمنصوري فهي مُخصَّصة للأمن القومي للمغاربة، وللتعاون الأمني الدولي مع أجهزة الاستخبارات في الدول العظمى، ولا وُجود فيها لمن أعلنوا إفلاسهم المادي والأخلاقي ويَعيشون من الاسترزاق في الأنترنت. فمن السخرية أن يصدق هشام جيراندو بأن اسمه قد يتسلل خلسة إلى جدول أعمال اجتماعات الحموشي والمنصوري. فالرجلان يَجتمعان مع قادة الأمن في العالم، ويَتدارسان تحييد المخاطر الدولية وسبل تعزيز الأمن الدولي، ولا وقت لهما "للتسلية" وتَزجية الوقت بنصاب محتال يُمكن شراء ذمته بدراهم معدودات من طرف خطيبة شرطي مَعزول بالناظور، أو من طرف زوجة تاجر مخدرات بمنطقة بوركون بالدار البيضاء ، أو من قبل سمسار محاكم بالجديدة . ويَكفي أن نعلم بأن عبد اللطيف حموشي زار الأسبوع المنصرم مدينة مراكش لافتتاح مدرسة جديدة للتكوين الشرطي، وتفقد مصالح أمنية بأكادير وتارودانت، واجتمع بالمسؤولين الأمنيين الإسبان، وأشرف على تنفيذ عملية مهمة لمكافحة الإرهاب...، فهل من يَتوفر على هذا الجدول المتزاحم بالأعمال والمواعيد الدولية والوطنية، يُمكنه أن يجد الوقت للحديث عن شخص وضيع اسمه هشام جيراندو؟ إنها أعراض التفاهة التي جعلت هشام جيراندو يُصدق هلوساته وأكاذيبه وقنابله الكلامية! بل جعلته يُصدق أنه كشف مُخططا للتآمر على الملك محمد السادس! فالنصاب والمحتال هشام جيراندو تجاوز مَرحلة التجاهُر بامتلاك معلومات حول تجار المخدرات وسماسرة المحاكم، التي يُتقِنها بغرض الابتزاز، وصار يَدعي حاليا بأنه يَملِك مُخططات تَستهدِف الملك! ولعل هذا هو آخر "إسفين" يَدقُه هشام جيراندو في سوره الفايسبوكي! لأن المغاربة يَعرفون جيدا من هو عبد اللطيف حموشي، ويُدركون جيدا وطنيته ونزاهته، ويُدركون أيضا من هم السمسارة الحقيقيون الذين تُسخرُهم الجزائر بغرض المساس بصورة المغرب والمغاربة: وهشام حيراندو واحد من هؤلاء المرتزقة. الوسوم الأمن المغرب الحموشي الجزائر المغرب المنصوري فرنسا هشام جيراندو