الخط : إستمع للمقال يبدو أن منحة البوليس تسببت في محنة وقرحة النصاب هشام جيراندو. فهذا المحتال الذي يُقدمه أفراد الجالية المغربية بكندا على أنه "العشور" الذي سقط من المتاع، لم يجد ما يزايد به على المغرب سوى "منحة الشرطيين". ولأنه غير "سامع"، ويُعوزه "الفهم"، ولا يملك سوى "الفهامة الخاوية"، فقد انبرى يشكك في السياق الزمني لصرف حوافز الشرطيات والشرطيين المغاربة في نهاية السنة الجارية. ومن فرط سذاجة هذا النصاب، ورعونة من يهمسون في جيبه بالدينار الجزائري، فقد حاول هشام جيراندو الربط ضمنيا بين انهيار نظام بشار الأسد وبين صرف حوافز البوليس في المغرب! نعم لقد انفرط لجام الرجل من فمه، وظن أن حوافز الشرطيات والشرطيين المغاربة تُمليها سياقات جيواستراتيجية مرتبطة بتطورات الأحداث في سوريا والشرق الأوسط! إنها آخر إبداعات هشام جيراندو في العبث والنصب والابتزاز والخيانة والعمالة للخارج. ولأن السياق هو الذي يعطي معنى للأشياء، فإن الشرطيين المغاربة اعتادوا خلال السنوات العشر الأخيرة الحصول على منحة مالية استثنائية، وليست هذه هي المرة الأولى التي يحصلون فيها على مثل هذه الحوافز المالية. فالأمر يتعلق هنا بتقليد سنوي كرّسه عبد اللطيف حموشي منذ توليه مقاليد تدبير الأمن الوطني! وهي سنة محمودة تمليها اعتبارات اجتماعية ووظيفية داخلية، وليس منحة تفرضها سياقات خارجية كما يتوهم المحتالون والأفاقون والمرجفون والمدلّسون مثل هشام جيراندو. وهي أيضا منحة بطعم التشجيع والتحفيز، وهي موسومة بالانتظامية ولها موعد سنوي قار! فهي تُصرف في متم كل سنة مالية وتحديدا في شهر دجنبر من كل سنة. ومنحة البوليس التي تسببت في قرحة هشام جيراندو، هي جزء يسير من منظومة خدمات اجتماعية مندمجة تستفيد منها جميع مكونات أسرة الأمن الوطني، من موظفين ممارسين ومتقاعدين وذوي حقوقهم من أبناء وأرامل وأيتام الشرطيين. ألم يسمع النصاب هشام جيراندو، أو لم يوحي إليه الواشون، بأن جهاز الأمن يصرف مساعدات مالية للأرامل والمتقاعدين من صفوف الشرطة بشكل اعتيادي في المناسبات الدينية؟ ألم يعلم هذا المحتال بأن عبد اللطيف حموشي قدّم، خلال الشهر المنصرم، منحة مالية للعشرات من أبناء أسرة الأمن الوطني ممن تفوقوا في دراساتهم الأكاديمية؟ فهل كانت كل هذه المنح والمساعدات المالية هي الأخرى نتيجة سياقات دولية وعربية كما يُروج لذلك النصاب هشام جيراندو؟ إن هذه المنح والحوافز هي عنوان للأمانة والمسؤولية في التدبير، وهي تجسيد كذلك لحكامة جيدة وتسيير رشيد للاعتمادات المالية. وإذا كان الجميع يبتهج لمثل هذه الحوافز المالية، لأنها تجازي الإحسان بالإحسان، وتقابل تضحيات الشرطيين بمبادرات اجتماعية محمودة، فإن هشام جيراندو حاول أن يخرج هذه الالتفاتات الجميلة من سياقها المحمود. ولأن الجهل لا حدود له في عقيدة هشام جيراندو! فقد حاول تدارك تشكيكه في سياق صرف هذه المنحة، بتشكيكه هذه المرة في قيمة هذه المنحة. ولأن هذا النصاب اعتاد جباية الأموال بسهولة عن طريق الابتزاز، فقد اعتبر أن 1700 درهم هو مبلغ زهيد! لكن ما يجهله هذا النصاب، أن هذه المبادرات المالية هي بقيمتها الاجتماعية أكثر من قيمتها النقدية. أكثر من ذلك، فإن قيمة هذه الحوافز هي بقيمتها المالية الإجمالية، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عدد الشرطيين يناهز 90 ألف شرطي تقريبا، دون احتساب أنها تُصرف حسب الرتب والدرجات. لكن عندما يكون النصاب موجها ومدفوعا، فإنه يكون أعمى ومساقا مثل "غُرّة" صروف الكلاب، حيث لا يدرك معنى ومقاصد وقيمة هذه المبادرات الاجتماعية الجميلة. وللأسف، لقد ابتلينا بصُناع المحتوى التافه، حيث أصبح هشام جيراندو يُنافس رضى ولد الشينوية ومي نعيمة في التدوين الافتراضي، وإن كان هذا النصاب يختلف معهم في الخلفيات والدوافع! فصناع التفاهة ينشدون أموال الأدسنس، بينما هشام جيراندو تُحركه خلفيات إجرامية تتحرك فيها جهات مغرضة عابرة للحدود الوطنية. الوسوم الأمن الوطني المغرب حموشي عبداللطيف هشام جيراندو