الخط : إستمع للمقال صورة عبد اللطيف حموشي وهو يجتمع بمدراء المصالح المركزية وولاة الأمن ورؤساء الأمن الجهوي والإقليمي في مجموع التراب الوطني، تحتمل أكثر من رسالة وأكثر من معنى، فهي تصدح بالأمن، وتشيع بالطمأنينة، وتنثر السكينة لمن يحتمل في قلبه وجوارحه الوطنية الصادقة. فالمواطن المغربي يتمثل نعمة الأمن في صورة مسؤولات ومسؤولي الأمن الوطني وهم يحيطون بعبد اللطيف حموشي، في يوم عرض حصيلة مجهوداتهم في تحقيق مقاصد الأمن ومغانم الاستقرار. ومن المفارقات الغريبة، أن الصورة ذاتها بقدر ما تبهج المغاربة بمباهج الأمن ومكاسب السكينة، فهي تصيب أيضا الأعداء والمحدقون ببلادنا بالإحباط والحسرة واليأس والجنون. فلطالما راهن أعداء المغرب على تجزيء أوصال الأمن، كمدخل لتقويض بنيان الاستقرار، لجزمهم بأن الأمن هو مركز الثقل، وقد جندوا لذلك الكثير ممن يستأجرون أفواههم وأرحامهم لمهاجمة المغرب عن طريق استهداف الأمن. ومن المؤكد أن من راهنوا على تفكيك الأمن، ورهنوا وجودهم الافتراضي بالنجاح في استهداف عبد اللطيف حموشي، يجلسون اليوم مذمومين محسورين وهم يعاينون جهاز الأمن الوطني وهو يعرض حصيلته المتميزة في خدمة أمن المغرب والمغاربة. ولعل أكبر الخاسرين في هذا الرهان، هم مرتزقة الأنترنت ومتسولو الإحسان العمومي في الشبكات التواصلية، وممتهنو النصب والاحتيال المعلوماتي، من قبيل هشام جيراندو ومحمد حاجب والكوبل الفيلالي وزكرياء مومني. فهؤلاء كانوا يعتقدون بأن الأمن "حيط قصير"، يسهل "التحنقيز الإعلامي" فوقه، بل إن منهم من قدّم وعودا لعدو المغرب الكلاسيكي بأنه قادر على "ليّ عنق نساء ورجال الأمن" بالأكاذيب والإشاعات المغرضة، لكنه تفاجأ بأن الأمن لحمة واحدة، لا يقبل التجزيء ولا التفكيك، ولا ينشد سوى أمن المغرب والمغاربة. هي إذن صورة واحدة، لكنها تعتمل معاني كثيرة وتحتمل رسائل متعددة! فمن ينشد الأمن والأمان يأمن في ظلال صورة الأمنيين، ومن يرنو الخيانة والعمالة للخارج ينكسر في إشعاع الصورة. فهشام جيراندو الذي طالما ادعى بأنه مندوب لمهاجمة الأمن، ومنذور لتقويض المؤسسات الأمنية، كان أول المصدومين وهو يرى صورة الأمنيات والأمنيين يعرضون حصيلتهم المتميزة ونموذجهم الأمني الرائد. بل إن هذا المحتال المعلوماتي الذي طالما توسل الحاقدين والناقمين على الأمن، بأن يرسلوا له الشكايات الكيدية والفضائح المزعومة، من أجل تطويعها في حملاته الممنهجة، وجد نفسه خاسئا أمام مجرد صورة لنساء ورجال الأمن. فالعبرة ليست بالصورة في حد ذاتها، وإنما بخلفيات هذه الصورة! فهي تجسد جهازا منظما ومؤطرا بقوة القانون، يقوده مسؤول يخلص النية للوطن ولمؤسسات بلاده، ولا يخاف في الحق لومة لائم. كما أنها تقدم صورة واضحة وجميلة عن مؤسسة الأمن الوطني، التي تلتئم لعرض المنجزات واستشراف التحديات، ولا تكترث لمخططات الأعداء، ولسعار ممتهني الابتزاز المعلوماتي في مواقع التواصل الاجتماعي. فهنيئا للمغاربة بأمنهم، الذي بوّأته آخر استطلاعات الرأي أعلى مؤشر للثقة على المستوى الإفريقي، وبئسا للمغرضين الذين جعل الله كيدهم في نحورهم بسبب حربهم الخاسرة على الأمن بأساليب "الحرابة" في الشبكات التواصلية. الوسوم الأمن المغرب الحموشي المغرب