28 أكتوبر, 2015 - 07:42:00 أثارت المسيرة التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء الكثير من ردود الفعل في وسائل الإعلام الإسرائيلية ووصفت ب «المعادية للسامية»، وذهب مركز سيمون وزينتال إلى حد التحذير مما وصفه بتزايد «مظاهر معاداة السامية في المغرب»، في خلط واضح بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية. وذكرت وكالة «جويش تلغراف ايجنسي» الاسرائيلية اليوم الثلاثاء 27 أكتوبر أن مدير العلاقات الدولية لمركز سيمون ويزنتال، «شمعون صامويلز» أعرب أمس الإثنين عن «القلق البالغ للمركز عقب بث شريط فيديو لمسيرة حاشدة يوم الاحد في الدارالبيضاء دعما للفلسطينيين، يظهر رجالا يرتدون زي اليهود الحريديم المتشددين وهم يدمرون مجسما للمسجد الاقصى قبل أن يتم أسرهم من طرف رجال مسلحين يرتدون كوفيات، واقتيادهم الى عملية اعدام وهمية". وكانت عدة وسائل اعلام إسرائيلية قد نقلت أمس الاثنين قصاصة للوكالة اليهودية نقلت فيها خبر المسيرة المغربية ووصفتها بالمعادية للسامية مركزة على مشهد الاعدام الوهمي للمتشدد اليهودي الذي شبهته «جيروزاليم بوست» بابراهام لنكولن، فيما عقلت «التايمز الاسرائيلية» على القصاصة بالاشارة الى تاريخ اليهود المغاربة واحالت الى مؤلفات المؤرخ والسوسيولوجي الفرنسي «شموئيل تريغانو» الذي يقدم رواية مختلفة كليا عن الرواية الرسمية المغربي. ونقلت وكالة «جويش تلغراف ايجنسي» عن صامويلز قوله «إن هذه المشاهد المزعجة تأتي في أعقاب مظاهر مماثلة لمعاداة السامية شاهدناها في المغرب ويمكن أن يكون لها أثر سلبي على الاستقرار، ليس فقط في شمال افريقيا ولكن بين الجاليات المسلمة في أوروبا، حيث يشكل المغاربة نسبة كبيرة منهاّ". وأشار المتحدث إلى وجود المؤلفات المعادية للسامية في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء والذي يعتبر من أكثر معارض الكتاب أهمية في العالم العربي، مثل «كفاحي» لأدولف هتلر، و«بروتوكولات حكماء صهيون»، و«اليهودي الدولي» لهنري فورد. وقال «صامويلز» إنه يخشى مما وصفه ب«تفاقم الخطاب المعادي للسامية في المغرب» مستشهدا بمشروعي القانونين اللذان قدما إلى البرلمان سنة 2013، اللذان يجرمان التطبيع مع إسرائيل ( ولم تتم المصادقة عليهما بعد). كما أشار إلى لللائحة المطبعين مع اسرائيل التي سبق أن نشرها المرصد المغربي ضد التطبيع. وبخصوص الموقف اللرسمي ختم المسؤول الصهيوني تصريحه بالإشارة إلى إن «السلطات المغربية ربما ترغب في استرضاء المتطرفين من خلال غض الطرف عن معاداة السامية» على حد وصفه. عريضة للتحقيق في الموضوع صور ومقاطع الفيديو التي تناقلتها المواقع الإجتماعية والتي يتضمن مشاهد تمثيلية وصفها البعض بالتحريض على العنف ضد اليهود المغاربة، حيث ظهر شباب ملثمون خلال المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، يحملون أسلحة بلاستيكية يوجهونها لشباب آخر يرتدي لباس اليهود، دفعت مجموعة من الأشخاص إلى التوقيع على عريضة احتجاجية وجّهت لوزيري العدل و الداخلية، يطالبون من خلالها التحقيق في االموضوع. وفيما لم يكشف أصحاب العريضة عن هويتهم، اتصل موقع "لكم" بحسن بناجح، القيادي في جماعة "العدل و الإحسان"، يوم 27 أكتوبر الجاري، لمعرفة رأيه فيما جرى، على اعتبار أن جماعته من بين من دعوا إلى تلك المسيرة، قرد بناج بأن المسيرة لم تكن ل "العدل والإحسان" ولم تسع هذه الأخيرة لأن تكون في الواجهة، مؤكدا على أن المسيرة التضامنية التي نظمت بالبيضاء يوم الأحد الماضي، مسيرة للشعب المغربي، ومن ميزتها أنها لمت كل أطياف الشعب المغربي. وبخصوص العريضة التي يتم تداولها على الانترنيت، استغرب المتحدث ذاته، عمن تكون الجهة التي تقف وراء مثل هذه العريضة، قائلا: " أين كان هؤلاء عندما كان الفلسطينيون يذبحون، وتنشر صورهم على الهواء مباشرة" مضيفا "كيف لا يمكن أن تتحرك عواطفهم الجياشة على ما يقوم به الكيان الصهيوني". كما أوضح بناجح، بخصوص مقطع الفيديو المصور، بأن الأمر كان مجرد مشاهد تمثيلية رمزية لأطفال أرادوا أن يعبروا على ما يفعله الصهاينة، وما يقوم به قطعان المستوطنين بالشعب الفلسطيني" من جهته، أشار سيون أسيدون، عضو مُنظمة مُقاطعة إسرائيل، إلى أن العريضة المتداولة مجهولة، حيث لا تشير إلى هوية الجهة الداعية لها، كما إنها لم تشر إلى الأحداث الواقعة في فلسطين، حيث أكد أسيدون إنه "لا يمكن التطرق إلى هذه القضية دون وضعها في سياقها". وفيما يخص شريط الفيديو، أوضح أسيدون، إنه لا يمكن التعليق عليه، في غياب ترديد شعارات توضح مضمونه، مضيفا، " إن الاعتداءات المتكررة على الفلسطينين باسم الدولة اليهودية، يمكن أن تحمل ردود أفعال غير صائبة، لا تميز بين اليهودية والصهيونية".