توقع عبد الكريم الشاذلي، أحد رموز السلفية الجهادية في المغرب أن يحل ملف معتقلي هذا التيار قبل عيد الأضحى بعفو ملكي وفق وعود تلقوها من مقربين من مصادر صنع القرار. وكشف الشاذلي، الذي كان معتقلا هو نفسه بتهمة الإرهاب، في حوار خص به موقع "لكم"، عن وجود "اتصالات على مستوى كل سجون المغرب"، وأنه "تم بالفعل إدماج الكثير من ما سمي بالتيار السلفي الإصلاحي وتم إيجاد لائحة لإدراجهم في عفو ملكي".، وذلك حسب الاتصال الذي يوجد بينهم وبين من وصفهم ب "مصادر مقربة من دائرة القرار". وبخصوص الدفع بتأسيس هيئة «انصاف ومصالحة» جديدة من أجل جبر ضرر هؤلاء المعتقلين، قال الشاذلي إنهم يشتغلون على جرد أسماء جميع الإخوة الذين سجنوا وإعداد ملفات خاصة في إطار أن يقوم هو نفسه بندوة صحفية للإعلان عن هيئة "إنصاف ومصالحة" ثانية، على اعتبار أن أمر جبر الضرر قد يحول دون خروج الكثير من السلفيين إلى سوريا أو بؤر التوتر. بداية أين كان الشاذلي منذ خروجه من السجن بعفو ملكي سنة 2011، لم نعرف اخبارك حتى انضممت إلى حزب «عرشان» ؟ في الحقيقة كانت لحظة تأمل وتأني، وعرض ما هو موجود في الساحة وكانت لحظة القراءة والتفرغ إلى العلم، حتى جاء بعض الاخوة من جماعات اسلامية وطلبوا مني الالتحاق بالعمل السياسي والالتحاق بحزب «الحركة الديمقراطية الاجتماعية»، وبعد مناقشات معهم طرحت مجموعة من الشروط وكان ما كان بالانضمام إلى الحزب. طيب، لنبقى في مسار الشاذلي كفاعل سلفي بعد خروجكم من الشبيبة الاسلامية، لم تمضي غير خمس سنوات لتشتغلوا كإطار في إدارة الدفاع، بالاضافة إلى ذلك أنك اشتغلت في «لادجيد»؟ لا، صراحة أنا لم أكن عضوا في «لادجيد»، بل دخلت بمباراة لإدارة الدفاع الوطني سنة 1989 كنت موظفا رسميا وظهر اسمي في الجريدة الرسمية وكانت مهمتي منسقا للعلاقات العسكرية المغربية - الأمريكية وفي مصلحة ميزانية التسيير والتجهيز لإدارة الدفاع الوطني التي منها ميزانية «لادجيد»، فغير صحيح أنني كنت عضوا في جهاز استخبارتي. الذي حصل بعد ذلك أنه بعد أربع سنوات جاء توقيف مفاجئ من إدارة الدفاع الوطني يدخل في خانة الشطط في استعمال السلطة، لكن الأمر جاء بوشاية كاذبة. مقاطعا.. هل تقصد وشاية اتهامكم بأنكم تتجهون إلى «أسلمة الجيش المغربي»؟ هذا الأمر كان مطروحا، لكن في الحقيقة هذا غير حاصل، ما كان هو اهم التصقت بي أيام الشبيبة الإسلامية وهي تلقي مجلة « المجاهد » من قبل عبد الكريم مطيع وأروجها في زمن العلاقة مع السيد عبد الإله بنكيران والمرحوم عبد الله بها. على ذكر بنكيران وبها ما كان موقفهم من اشتغالك بإدارة الدفاع وأنت تعتبر مؤسسا معهما « للجماعة الإسلامية»؟ قبل التوقيف هاتفني كل من عبد الاله بنكيران وعبد الله بها واستفسراني عن طبيعة العمل الذي أقوم به… مقاطعا..إذن لم يكنا يعرفان أنك موظف بإدارة الدفاع الوطني؟ لا لم يكن يعرف أحد طبيعة عملي وحينها قال لي أين تشتغل لقد استفسرت عنك في وزارة المالية وبحث عنك مكتبا بمكتب فلم أجدك، وقال لي قل لي حقيقتك الآن، فقلت له أني موظفا بإدارة الدفاع الوطني، وما جعلني أن لا ابوح بهذه الحقيقة، إلا لبعض الاخوة المقربين، لحساسية الوظيفة وكان تخوفا أن ينعكس علي الأمر سلبا، لهذا كان نوع من التحفظ. ولما عرف بنكيران أنك بإدارة الدفاع ما كان موقفه، هل تخوف منك ساعتها؟ لا بالعكس بقية العلاقة على ما هي عليه وكان هناك نوع من الاحترام رسعى في مؤازرتي بعد توقيفي لدرجة أنه رغب في نشرها في «جريدة الإصلاح ». بالعودة إلى انضمامك لحزب «عرشان» لماذا لم تتجه إلى حزب يتقاطع معك إديولوجيا واتجهت إلى حزب يوصف بأنه «إداري»؟ في هذه الأحزاب فعلا يوجد اخواننا ولنا معهم مصالح مشتركة، لكن لم أتلقى أي دعوة من هذه الأحزاب للانضمام له. وهل كنت ستنضم إلى أحد الأحزاب «الإسلامية» لو طلب منك ذلك؟ نعم كان ممكن أن ألتحق بحزب "العدالة والتنمية" أو "النهضة والفضيلة" لو طلب مني ذلك رسميا. ألا يمكن طرح أن ملف السلفية الجهادية هو ما جعلك تختار هذا الحزب ربما لوساطته المباشرة مع الدولة؟ لا أبدا ربما حتى لو دخلت لحزب «إسلامي» سأطرح هذا الموضوع بقوة. على ذكر ملف معتقلي السلفية «الجهادية» أين وصلت وساطتك مع الدولة لحل الملف والافراج عنهم؟ في الحقيقة هناك اتصالات على مستوى كل سجون المغرب وتم بالفعل إماج الكثير منهم بما سمي بالتيار السلفي الإصلاحي عن طريق الأخ حسن الخطاب وغيره، ما حصل هو تم إيجاد لائحة لأدراجهم في عفو ملكي، وحصل نوع من الاتصال ولدينا وعود من مصادر مقربة من دائرة القرار أنه أواخر هذا الصيف سيكون حل هذا الملف بشكل نهائي وربما في عيد الأضحى. هناك أخبار أنكم تدفعون بتأسيس نوع من «الانصاف والمصالحة» جديدة من أجل جبر ضرر هؤلاء المعتقلين؟ نعم هذا الأمر صحيح ونشتغل عليه من خلال جرد أسماء جميع الاخوة الذين سجنوا وإعداد لهم ملفات خاصة في إطار أن أقوم بندوة صحفية للاعلان عن هيئة انصاف ومصالحة ثانية، على اعتبار أن أمر جبر الضرر قد يحول دون خروج الكثير من السلفيين إلى سوريا أو بؤر التوتر. وهل هناك تجاوب مع هذا المقترح من طرف الدولة؟ هناك إشارات قوية وأظن أنها تستخذ خصوصا أن الدولة الآن تبحث عن مخاطب. طيب، بالعودة إلى مسألة الانضمام إلى حزب عرشان ظهرت في الندوة الصحفية جنبا إلى جنب مع إدريس هاني الذي يعرف بأن له توجه شيعي، وقلتم أنه سني وبعد ذلك هددتم بالانسحاب من الحزب إن لم يطرد ما حقيقة الأمر؟ في الحقيقة لم تكن لي معرفة بإدرس هاني إلا من خلال كتابه للمعرفة والاعتقاد، وهو دراسة فلسفية، وسمعت أن للرجل علاقات مع إيران وحزب الله وظننت أنه يدخل في خانة الشيعة السياسية وليس نسخة شيعية إيرانية صفوية، بالاضافة الى لم اتفق مع محمود عرشان على دخول المد الشيعي للحزب. يوم الندوة الصحفية حضر إدريس هاني وقال عن نفسه أنه سني، وأنه يفتخر بي كشيخ من شيوخ السلفية الوطنية، بعد احداث ضجة اعلامية حول ادريس هاني راجعت اوراقي وبحثت في كتبه ووجدت ان الرجل على مذهب الرافضة في سبهم للصحافة وعائشة وراجعت موقفي منه، وقلت عن هذا الرجل أنه لايسلم من التكفير، لاكن في المغرب لايمكن أن نقول أن الكل على مذهب ادريس هاني فهناك شيعة سياسيون، لهم ميولات سياسية لايران لهم ذلك.. - قلت إن ادريس هاني لا يسلم من التكفير، هل معنى ذلك أنك تكفره؟ أنا قلت لا يسلم من التكفير، لاعتبار أنه تحدث عن عائشة بسوء وعن عمر وأبو بكر بسوء وبالنسبة لي لا يسلم من التكفير. وإضافة إلى ذلك بالنسبة لموضوع الشيعة أنا أقول إن كان لهم سعي لنشر الفكر الشيعي فسيفتحوا على أنفسهم أبواب الجحيم. معنى هذا أن تكون مواجهة بينكم وبين الشيعة المغاربة؟ مواجهة فكرية في هذا الإطار، على اعتبار أن الشيعة من 2002 وهم يسعون للدخول لحزب سياسي في المغرب لكن الغرض من هذا هو خدمة أجندة إيرانية، وكذلك أن المغرب يمكن أن يكون طرفا في حرب بين السعودية وإيران وهؤلاء الشيعة المغاربة قد يكونوا طابوا خامسو فيجب الحذر من هذا الموضوع. هل ترشحت للانتخابات الجماعية المقبلة باسم حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية"؟ لا لم اترشح أنا الان اتأنى ودوري في الحزب مهم كمنسق وطني واشتغل على حركة استقطاب بعض السلفيين للحزب. وهل توجد أسماء سلفية في لوائح الحزب كوكلاء لوائح؟ نعم موجود حوالي خمس أو ست أسماء مرشحة محسوبة على التيار السلفي. من هم هل هي أسماء معروفة؟ هناك الأخ أبو طه في مكناس وهشام المرواني بابن ملال..، المهم هناك تقريبا خمس سلفيين على رأس لوائح الحزب.. المهم أننا نخوض داخل الحزب هذه السنة ما أسميناه « بسنة تصحيح المسار السياسي بالغرب » بأفق وخطاب جديدين، على مخاطبة الشريحة العازفة بالمغرب الغير منتمية، أما المنتمون كطوائف السلفية بالمغرب والعدل والاحسان وحركة 20 فبراير، ربما تتشكل قوة حزبية وحركية. هل هذا تلميح لامكانية الحوار أو تنسيق مع جماعة "العدل والاحسان"؟ الان غير حاصل لكن ليس هناك أي مشكل للدخول في حوار. ومع السلفية التقليدية؟ لا يوجد أي مشكل أنا مقبل للذهاب إلى مراكش في اطار ندوة مع الشيخ المغروي حول محاولة رد الاعتبار لدور القرآن بالمغرب. وماذا عن مسار الشيخ الشاذلي التنظيري والدعوي؟ أنا مازلت أكتب في العلوم الشرعية سوا في الحديث أو الفقه أو الأصول، وهذه السنة ستكون ندوات علمية وشرعية في إطار الحزب نفسه، لتكون موازاة بين العمل السياسي والدعوي.