استنكرت حركة "مغرب البيئة 2050" خرق القانون في حق المنطقة الرطبة ضاية "سيدي قاسم" المتواجدة غرب مطار ابن بطوطة بطنجة، والمحاذية لشاطئ سيدي قاسم، والممتدة على عشرات الهكتارات. وأوضحت الحركة في بيان لها، أن هذه الضاية تعد من المناطق الرطبة الناذرة التي عرفت منذ القدم كمحطة لاستقبال الطيورالمهاجرة، لما تتمتع به من جمالية وخضرة دائمة ومياه ضحلة غنية بالطحالب والمواد الطبيعية التي تتغذى عليها الطيور. وأضافت أنه بالرغم من جمالية الموقع الخلاب، فإن هذ الامتياز لم يشفع له أمام الجهات المسؤولة التي لم تتوان عن إلحاق مساحات واسعة بأرض المطار بعد طمرها بالأتربة من أجل الارتفاع عن مستوى البحر. وأشارت أن مآل ذلك الجزء المقتطع تحول لاحقا إلى المنطقة الحرة بالمطار التي أصبحت تأوي العشرات من الوحدات الصناعية، أما الجزء المتبقى فقد فتح أمام التعمير دون مراعاة لهذا الإرث الطبيعي، علما أن تصميم التهيئة الخاص بالمنطقة يعتبر البحيرة منطقة ممنوعة البناء، ومع ذلك تم تجاهل هذا الأمر. وأكدت الحركة أن الأطماع أصبحت مركزة على امتلاك الأراضي التابعة للبحيرة على امتداد عشرات الهكتارات، والأسلوب المعتمد يرتكز على شحن أطنان الردم والأتربة ونفايات مواد البناء ، ثم القيام بإلقائها على جنبات البحيرة من أجل طمرها أمام مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة،من غير أن يحرك أحد ساكنا. وشددت على أنه من خلال الوقوف على أرض الواقع، سيتضح حجم الجرم المرتكب بكل جرأة، من أجل أن تتحول البحيرة بالكامل إلى منطقة للبناء وإقامة العمارات الشاهقة، وسيكتشف بمرارة أن عملية البيع قد انطلقت مبكرا قبل إنتهاء مراحل الجريمة، حيث يتوفر داخل المحيط إعلانات عن وجود أرض للبيع، ليست إلا تلك الأراضي التي يتم طمرها، بل هناك أطراف كانت سباقة إلى احتلال المواقع وإقامة مشاريع صغرى فوقها تمهيدا لترسيم تملكها بالطرق المعروفة، ثم تحفيظها من أجل البيع.