خلصت الدراسة الميدانية التي أنجزها مجلس النواب حول "القيم وتفعيلها المؤسسي" إلى وجود استعداد كبير لدى المغاربة للمشاركة في المظاهرات السلمية وفي حملات مقاطعة المنتوجات. وحسب أرقام الدراسة، فلم يعبر سوى أقل من 10 في المئة عن عدم نيتهم مقاطعة منتوج ما، في حين أكد حوالي 52 في المئة أنه سبق لهم الانخراط في المقاطعة، وأزيد من 32 في المئة عبروا عن استعدادهم للانخراط في حملة مقاطعة المنتوجات. كما تبين نتائج الدراسة استعداد المغاربة لحضور مظاهرات سلمية، فقد أكد 43 في المئة من المستجوبين أنهم سبق وأن حضروا مظاهرات، وعبر أزيد من 31 في المئة عن استعدادهم للمشاركة فيها مستقبلا، في حين أعلن 19 في المئة عن رفضهم المشاركة في هذا الشكل التعبيري. وبخصوص التصويت الانتخابي دون جواب كشكل من أشكال التعبير الاجتماعي، فقد أكد حوالي 56 في المئة من المشاركين في الدراسة أنه سبق لهم القيام به، وحوالي 20 في المئة عبروا عن استعدادهم للقيام به، في حين عبر حوالي 22 في المئة عن رفضهم لهذا السلوك. وبلغت نسبة من قاموا أو مستعدين للقيام بإضرابات مهنية حوالي 68 في المئة، في حين يعبر 21 في المئة عن رفضهم المشاركة في إضرابات، وبلغت نسبة من شاركوا في عرائض أو مستعدون لذلك حوالي 77 في المئة. كما سجلت الدراسة البرلمانية أن جل المغاربة يعتبرون أنه ليس من حق الحكومة مراقبة الرسائل الإلكترونية المتبادلة في الأنترنيت، كما لا يحق لها جمع المعلومات حول الأفراد دون معرفة منهم، في حين يعتبرون أن من حقها مراقبة الأفراد باستعمال الكاميرا في الفضاءات العامة. وتراوحت الانتظارات المهمة للمغاربة بين ضمان توفر البلاد على مؤسسات أمنية قوية، وضمان مشاركة أكبر للمواطنين في القرارات الحكومية، وجعل البوادي والمدن أكثر جمالية، فضلا عن محاربة الزيادة غير القانونية في الأسعار. كما سجلت الدراسة البرلمانية أن ما يقرب من ربع المغاربة يعتبرون الضريبة مجحفة لذا لا يحق أداؤها، كما يعتبرون أن الإدارة معيقة للعمل لذا يجب تقديم الرشوة والهدايا، ويؤكدون أن سعر الحافلة مرتفع لذا يجب عدم الأداء. وحول تفضيل المغاربة بين المساواة والحرية، عبر 60 في المئة عن تفضيلهم المساواة مقابل 38 في المئة فضلوا الحرية، وبين الحرية والأمن فضل المشاركون في الدراسة الأمن ب77 في المئة مقابل 21 في المئة. وإلى جانب ذلك، رصدت الدراسة أن المغاربة يعتبرون أن من بين أهم الخاصيات التي ينبغي أن تكون في برامج الإذاعة والتلفزيون؛ الحشمة والانفتاح على آراء الجمهور، واحترام الهوية الإسلامية، ومعالجة مشاكل الحاضر. وعلاقة بسوق الشغل، فقد بين ذات المصدر أن حوالي نصف المغاربة يفضلون التشغيل الذاتي، و37 في المئة يفضلون العمل في القطاع العام، و9 في المئة القطاع الخاص، و3 في المئة العمل في القطاع المدني. كما عكست الدراسة الاعتقاد الراسخ للمغاربة بالمحسوبية والزبونية كآلية أساسية للحصول على منصب شغل، حيث أكدت أولى اختياراتهم أن الشغل مرتبط بتدخل العائلة أو بالوساطة عبر العلاقات لشخصية، مع استمرار تداول الرشوة وعدم الاقتناع بأهمية المجهود الشخصي والاستحقاق.