طبعا سأستبق سوء الظن لدى بعض القراء الكرام, و أقول ان الامر لايتعلق بالمفهوم التقليدي بكون ابناء الزنقة هم اولاد زنى . لا و الف لا بل هم مغاربة "حرين" و فئة من ابناء هدا الوطن شاءت الاقدار و مسؤولي هدا الوطن ان يولدو في الشارع . قولي مغاربة اولاد الزنقة هي عمق المأساة التي تعيشها الأمهات الحوامل حين يشتد ألم المخاض . تكتمل اشهر الحمل بتعبه ووحمه و ألمه غير ان الم المخاض لا شيء يوازيه و لا شيء يخفف منه سوى فرحة و انتظار مولود يملء حياتهن املا . الا ان مستشفيات المملكة الشريفة و في حالات عدة لديها رأي آخر في شكل فرحة الحوامل بحيث تستطيع تغير مؤشر الفرحة 90درجة فتصبح قرحا و مأساة تتكرر في اكثر من مستشفى ... نساء يلدن بعد قطع مسافات من اجل الحصول على سرير و عناية طبية ,يلدن على قارعة الطريق امام المستشفى او داخل سيارة اجرة او بدارجتنا المغربية يلدن في "الزنقة" بحجة غياب سرير او ادفع قبل الدخول و الطامة الكبرى الممرضة نائمة و الطبيب غائب. خلال شهر فقط سجلت اكثر من ثلاث حالات عبر التراب الوطني : 5 ماي مستشفى سانية الرمل,7 ماي الدارالبيضاء,25 ماي مستشفى الليمون الرباط ,28 ماي سطات ... و ما خفي كان اعظم . صور اصبحت عادة و لم تعد استثناء ام تكرارها في كل مكان و لا شيء يتحرك ... هي حالة مستشفياتنا التي تدهورت خدماتها بشكل مثير للقلق و الخوف و يطرح السؤال عريضا حول العهد الجديد و الدستور الجديد و تنزيله...ربما هناك فهم آخر لتنزيل الدستور و طبعا هدا التنزيل يعني المغلوبين على امرهم في هدا الوطن ممن يقفون طوابير امام المؤسسات العمومية اما من ولدو و في افواههم ملاعق دهب فلا يحتاجون اكثر من مكالمة هاتفية ليعتوا فسادا في البلاد و العباد . هكدا نفهم ان التنزيل الديمقراطي للدستور يقتضي التوزيع العادل للمعاناة و بدلك يصبح لكل مواطن الحق في الالم و المعاناة في المستشفيات و الادارات و المرافق العمومية على اختلافها .و ادا كان الألم و المعاناة ملهما للابداع لدى الفنانين و الادباء طبعا , فان الم المغلوبات على امرهن من نساء و امهات و طني فلا يلهمهن الا الصبر امام ابداع المسؤولين في تبديير الملايين و نساءه يلدن على الرصيف... يضمضن بعدها جراحهن و يحملن فلدات اكبادهن ان سمح القدر بدلك طبعا , يضمن ضيف الدنيا بكل ما اوتين من قوة و في نفوسهن شيء من حتى... تتكرر الحكاية في كل ارجاء البلاد , لا شيء يتحرك لا تحقيقات فتحت و لا لجان مراقبة ...وحتى ان كانت تكون هي الأخرى في حاجة الى مراقبة. داخل المستشفى كغيره من المؤسسات ,يسود منطق وحيد "يا معانا يا معا غانا" اما ان تسير على نهج السلف الطالح و تاخد حقك و تسكت او ابحث لك عن مكان آخر... غير ان هناك فئة لا زال في عروقها دم يأبى التلوث بالرغم من محاولات الحقن, يقومون بواجبهم لكن دون النبس ببنت شفة . تجدر الاشارة الى ان المملكة المغربية و حسب منظمة الصحة العالمية صنفت ضمن ال57دولة التي تعاني من خصاص حاد على مستوى مقدمي العلاجات الطبية من ممرضين و اطباء... كل ميلاد و انتم بخير ...