حالات مأساوية عاشها قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس بآسفي، في الآونة الأخيرة، بسبب توالي وفيات النساء الحوامل أثناء الوضع وتعرض بعضهن لعاهات مستديمة. (خاص) "المغربية" زارت قسم الولادة بمستشفى محمد الخامس، فصادفت نساء يئن من كثرة الألم وأخريات يصرخن متوسلات بالممرضات، لكنهن لا يجدن سوى المعاملة القاسية أو الإهمال واللامبالاة من طرف بعض الممرضات. حوامل يلطمن وجوههن من شدة المخاض وأخريات يتسرب منهن السائل السلوي (السكية)، والبعض الآخر يجبن القاعة أو الممر مشية وجيئة، وهن يتدورن ألما... أحمد الجعادي، رجل في الأربعينات من عمره، فقد زوجته بقسم الولادة، لكنه لم يمل أو يكل، بل هو من فجر قضية توالي وفيات الحوامل بهذا المستشفى، إذ قدم شكاية إلى الوكيل العام للملك يطالب من خلالها بفتح تحقيق في وفاة زوجته. يدان ترتعشان، وساقان فقدا توازنهما، وعيون غمرت بدموع تنهمر مثل سيل مياه عذبة... جسم نحيف ووجه شاحب حفرته عوامل تعرية القساوة والألم والمعاناة، هكذا بدت ملامح عزيزة حسني وهي امرأة في الأربعينيات من عمرها، شاءت الأقدار أن تكون بين أياد غير رحيمة لتعبث بجسدها وأعضائها. عزيزة أصبحت بعد عملية جراحية أجريت لها بقسم الولادة بمستشفى محمد الخامس لإزالة "فيبروم" عاجزة عن وقف تسرب البول، لكن الطامة الكبرى أنها علمت في ما بعد أن الطبيبة التي أشرفت على العملية استئصلت الرحم دون أخذ إذنها، أو إذن الزوج. بجمرد علم عزيزة بما ألم بها، زارت الطبيب المشرف وطلبت منه تسليمها شهادة طبية تثبت مدة العجز من أجل الاستفادة من تعويضات صندوق الضمان الاجتماعي على اعتبار أنها كانت تشتغل مياومة بمصنع لتصبير السمك بالمدينة. لم تقف مأساة عزيزة عند هذا الحد بل هجرها زوجها، الذي تسلم ثمن رهن المنزل، وتوارى عن الأنظار بعد أن ودعها بكلمة "أحسن ليك كون غير متي وهنيتي الوقت". تجر عزيزة وراءها خيبة الأمل وتزور المستشفى باستمرار، علها تحصل على شهادة طبية تثبت مدة العجز، لكن أملها الآن في المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي يؤازرها مرددة : "دعيتهم لله ولكن غاذي ناخذ حقي في الدنيا".