تعززت الساحة الثقافية بإقليم تنغير، بإصدار ديوان شعر، للشاعر والقاص سامي دقاقي من قلعة مكونة، وهو ديوان يتضمن العديد من القصائد الشعرية باستهلال للمؤلف، يقول فيه "اليد التي لا تفكر ليست يدا... إنها حجر...." وبهذه العبارة الشاعرية تنفتح بطواعية للقارئ كل التراكيب التي صنعت من الشعر ديوانا ، وجعلت العبارات تنحشر في الأرقام والأثاث القديم ، فحين تقيد الشاعر بالصخرة، لم يفكر على الدوام في النسر، الذي مزق كبده ،ولم يفكر في شدة الألم ،أو زمن العذاب ،وإنما فكر في قدر الصخرة التي ستظل تتحمله إلى الأبد ، وكانت الفراشات التي حطت على الكتف كافية لطرحه على الطرح ،دون أن يفكر الجمع بأن الضحية كان منخورا من الوسط ....فغير الشاعر كل الوسائد وكل الأغطية وكل الأفرشة ،فرقص على وجهه دم ثقيل، لكنه أبى أن يستبدل الأحلام .. هكذا يسير الديوان بلغة تصاعدية ، عالية، رفيعة، أخذ فيه الرمز أبعادا بعيدة ،كسر به المؤلف لغة المألوف العادي ، وجعل من الشاعر شاعرا، سمت في إبداعه روح التسامي، وليس ذلك بعزيز على شاعر اسمه سامي. الديوان تضمن نصوصا متباينة في عدد الأسطر الشعرية ،ومن هذه القصائد استوقفني نص :" الرجل الوحيد في الزحام " الذي أهداه الشاعر سامي ، للشاعر المرحوم : محمود درويش ،" القلب الذي مشى مزدحما باللغة والصور، نهض وكبا، ثم نهض،" فلما انتهيت من قراءته رددت بيني وبين نفسي أنت شاعر بحق ، ولاينبغي لك أن تكون إلا كذلك ، وهو نص يغري بالقراءة .... الديوان عدد صفحاته 173 ص ، من الحجم المتوسط ،هو كالعقد أوله قصيدة :الكتابة من نقطة التلاشي ، واسطته قصيدة بعنوان "فوق كومة من الأصابع أنقر الهواء " وخاتمته فن الحياة وقد طبع الديوان الكاتب والشاعر سامي دقاقي، مولع بالكتابة بأصنافها الشعرية والنثرية ،مراسل صحفي لعدة جرائد وطنية والكترونية : مدرس بقلعة مكونة ، ويتقدم فريق ناس هيس بأحر التهاني والمتمنيات للشاعر الكريم ،ونقول له: لك كل الشكر، على كل ما كتبت ،وكتاباتك حوادث وعي على حافة السرير كما قلت ،وأرضنا امرأة يابسة لم ينعشها بلل البحر، ولا همس الريح ،أصابعها الجافة تمتد في عناد ثم تنكسر ...أحسنت أيها الشاعر الكريم ولك مني كل احترام وتقدير . للتواصل مع الشاعر : الهاتف :0677149322 البريد الالكتروني: dekaki.sami[a]gmail.com