لا يمكن للمتتبع الموضوعي لواقع المشهد الإعلامي المغربي، وخاصة القنوات المغربية إلا أن يلاحظ الارتباك والارتجالية الواضحة، حيث لم نعد نشاهد برامج تربوية وثقافية هدفها الرفع من جودة الإعلام. كما ليس هناك برامج هدفها محو الأمية السياسية حتى على السياسيين أنفسهم الذين لم يعد يحملن من ممارسة العمل السياسي غير الاسم، على اعتبار الواقع الذي أصبح عليه العمل السياسي بالمغرب. فلماذا لم تنحوا القنوات المغربية منحى بعض القنوات في الدول الأوربية خاصة الفرنسية منها و وضع برامج هدفها تعريف المشاهدين بتاريخهم حتى يتمكن المواطن من الاضطلاع على تاريخه وإدراك موقع بلاده بالعالم خاصة الناشئة. ما يغلب على الإعلام المغربي كثرة البرامج التافهة التي تهدف إلى تكريس ثقافة هزان لكثف والشطيح والرديح، حتى أصبح بعض المغاربة يخجلون من مشاهدة هذه القنوات مع أفراد أسرهم. الملاحظ هو أن هذا الإعلام ابتعد عن الدور المنوط به وهو التثقيف ونشر الوعي وتكوين مواطن قادر على إدراك الأشياء المحيطة به ، بل أصبح دورها هو الإشهار على اعتبار كثرة الإشهار في هذه القنوات كما هناك انتقائية في اختيار المواضيع والتي تخدم جهة. وحتى بعض الصحافيين سامحهم الله يعتقدون أنفسهم في مزرعة خاصة وليس في قناة عامة ملك لجميع المغاربة وأن أجورهم مستخلصة من دافعي الضرائب. لا يمكن لأي مجتمع التطور والازدهار وتحقيق التنمية على جميع المستويات ، إلا بوجود إعلام مسؤول وقادر على نشر الوعي بين صفوف المشاهدين.