أكد مصدر من الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أن هاته الأخيرة تلقت عدة رسائل وشكايات تخص طريقة تدبير الإشهار التلفزي داخل القنوات المغربية خلال شهر رمضان، لاسيما في وقت الذروة مباشرة بعد أذان صلاة المغرب. مضيفا أن الهاكا بصدد وضع تقرير أولي لكيفية تدبير القنوات التلفزية لمعطى الإشهار خلال الأيام العشر الأولى من رمضان. وتشتكي عدد من الفعاليات من أن استراتيجية القنوات التلفزية المغربية اتجهت خلال السنوات الأخيرة إلى إمطار المشاهدين زمن الذروة ب"سيل من وصلات الإشهار". وسجلت إحدى المؤسسات المختصة في قضايا علاقة الاعلام التلفزي بالاشهار، أن بعض البرامج الكوميدية تعمد بعد دقيقتين فقط من بدايته إلى إمطار المشاهدين بوصلة إشهارية تمتد 5 دقائق، والمشهد يتكرر خلال نفس البرناج ثلاث أو أربع مرات. في هذا السياق، اعتبر مصطفى المصمودي رئيس مركز الإعلام والاتصال المؤسساتي، أن شهر رمضان يشكل سوقا كبيرا للإشهار التلفزي بالمغرب، فمن جهة الشركات تعتبر هذا الشهر فرصة "ذهبية" لتسويق منتوجاتها، على اعتبار أن نسبة مشاهدة المغاربة للقنوات التلفزية الوطنية خاصة مع موعد الإفطار تعرف أرقاما قياسية. ثم إن القنوات التلفزية تعتبر شهر رمضان مجالا لزيادة عوائدها الإشهارية، مشيرا إلى المداخيل الإشهارية لقنوات القطب العمومي خلال رمضان تتجاوز ربع المداخيل الإشهارية السنوية لهاته القنوات التلفزية. واعتبر المصمودي، أن تدبير علاقة التلزيون المغربي مع الإشهار يعرف انزلاقات أخرى، منها الخلط بين الرعاية والإشهار. مشيرا إلى أن عدد من السهرات الغنائية التي يتم إدراجها خلال شهر رمضان يختلط فيها المحتوى والإشهار، كما أن "لوغو" الراعي للمواد يتم في الغالب تسويقه داخل البرامج دون أن يتم إدراجه كإشهار. ومن اختلالات تدبير علاقة الاشهار التلفزي خلال رمضان هناك، حسب المصمودي، أن عدد من وصلات الإشهار يشارك فيها بعض أجراء تلك القنوات التلفزية. كل هدا يناقض بشكل أساسي دفتر التحملات التي تلتزم بها كل قناة تلفزية. للإشارة فإن دفتر التحملات الخاص بالقناة الثانية ينص في مادته 15 أنه لايمكن أن يتجاوز المدة الإجمالية للوصلات الإشهارية 8 دقائق في الساعة كمعدل سنوي. إلا أنه لايمكن أن يتجاوز السقف خلال شهر رمضان 16 دقيقة. كما أن هناك تنصيص على أنه يتوجب أن تفصل فترة لا تقل عن 20 دقيقة مابين وصلتين إشهاريتين متواليتين داخل نفس البرنامج، ويكن تقليصها إلى 15 دقيقة خلال رمضان. أما المادة 16 من دفتر التحملات فيحدد شروط الرعاية للبرماج التلفزية، حيث هناك تنصيص على أنه لايمكن أن يكون محتوى وبرمجة البرامج موضوع الرعاية محل تأثير من قبل الراعي بشكل من شأنه المس بمسؤولية واستقلالية الخط التحريري للخدمة. في هذا الإطار يتسال المصمودي: ألا تتاقض كثير من سياسة القناة الثانية والقناة الأولى في تدبير الإشهار خلال رمضان مع محتويات دفاتر التحملات؟ متسائلا كذلك: أين دور الهاكا في تدبير هاته العلاقة لحماية المستهلك من السياسية الهجومية العنيفة لترويج منتوجاتها التي تعتمد في ذروة الإفطار؟