لماذا كلما أدرت ظهري لعاصفة هوجاء كي أنجو من جبروتها وعتيها إلا وتركت وشومها في جلدي وأبراحها في دروب خطوي ! لماذا كلما شردت في غيومي كي أصارع رحى الأيام إلا وأمست تلك الوشوم نجوما في أرضي تبدد دياجر وحشة الروح ووحدة الذات في مراسي القلق ومحنة الغربة أمام أصفاد الأكوان ! ها يداي أبسطهما في مهب الريح كي أحصد أنيني ووجعي وأرسم منابع التوق إلى متاحفي وفراشاتي المترعة بالأحلام وسفوحي الحانية إلى صفو الغيوم. ها أبحث عن ورد يغسلني كمطر في مسارح المروج وعن معاطف تبللني كندى في روض السحر عن مراكب تحملني إلى قوس قزح وتغرقني في نهرها الملون بعطر الأزهار العارية. هاأبحث عن لوني في الأسماء في الأصداف المسترخية في الأبراج عن خرائطي التي كانت في محافظي القديمة عن أحرفي الأولى كنت أخط بريقها في دفاتر قلبي في سمائي الزرقاء التي تماثلني في حدائق تكبرفي جسدي زهورا تفتنني حد الموت أذوب في معاطف رحيقها كبرد في صقيع. عن رائحة طفولة تركتها معلقة في شغف الألحان في أغصان أشجار سامقة في ورود مائلة إلى ظلال الفراشات في امتداد أنهار ناعسة في صمت خمائل وزقزقة عصافير وديعة مسالمة. ها أبحث عن قهوة كانت ترشفني كمساء ناعم بين أطياف الكروم عن جدار كان يحميني من تيهي ومن مجاذف تأخذني الى رحيل